Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ضحايا لقمة العيش.. كيف تقتل بعض المهن أصحابها؟ 

خاص - SY24

قسوة العيش في معظم المناطق السورية، وتردي الأوضاع المعيشية دفعت كثيراً من الأشخاص بمن فيهم النساء والأطفال إلى العمل في بيئة غير آمنة، أو إلى العمل في أعمال تشكل خطراً على حياتهم، وحسب ما رصدته منصة SY24 فإن الفترة الأخيرة شهدت عدة حالات وفاة تسببت بهم بيئة العمل القاسية، وذلك في سبيل لقمة العيش. 

أحدث الضحايا وليس آخرهم، كانت منتصف الأسبوع الحالي، إذ توفي رجل وامرأة اختناقاً، وأصيب رجل وثلاثة نساء أخريات بحالات اختناق، وذلك أثناء عملهم في تنظيف خزان أرضي ضمن معمل لتجهيز المخلل عند طريق إدلب منطقة معرة مصرين، حيث أدت محاولة إنقاذ سيدة أغمى عليها، إلى زيادة عدد الضحايا وموت اثنين وإصابة الآخرين. 

زادت أعباء الحياة اليومية بالنسبة للنساء والرجال والأطفال السوريين على حد سواء، وأصبحت أكثر خطورة من أي وقت مضى، وحسب تقرير “للجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا” ، مطلع شهر آذار الماضي، ذكر أن حوالي 12 مليون شخص  يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويحتاج عدد غير مسبوق من السكان وهو 14.6 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية.

إذ أن أغلب العمال هم من المهجرين والنازحين الذين تركوا منازلهم وأرزاقهم، بعد أن دمرها قصف النظام السوري والميليشيات التابعة له، ونجوا بأرواحهم، ليواجهوا قسوة الحياة، في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل في أماكن نزوحهم الجديدة.

حيث دفعت هذه الأسباب كثيرا من العائلات والشبان إلى العمل بأي مهنة تؤمّن لهم دخلاً بسيطاً دون التفكير بخطوة ومشقة هذه الأعمال،كذلك دخل مئات الأطفال ميدان العمل رغم حداثة سنهم وضعف بنيتهم الجسدية، في أعمال شاقة كـ صيانة السيارات، وورش الحدادة، وأعمال البناء، أو حتى جمع الخردة من الشوارع وبيعها. 

كما تعمل عشرات النساء والأطفال في جمع أزهار الشفلح رغم صعوبة قطافة بسبب الأشواك، الذي يؤدي لأضرار في أيدي وأقدام الأطفال والنساء، ناهيك عن صعوبة الوصول إليه بسبب كثرة وجوده في المناطق الجبلية الوعرة، إذ يعد هذا الوقت من العام موسم جمع أزهار القبار. 

وفي تقرير سابق تناولت منصتنا خبر وفاة سيدة أثناء عملها في جمع نبات القبار ما يعرف باسم “الشفلح”، إذ قتلت برصاص قناص مصدره قوات النظام، في منطقة الصوامع عند أطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي الشهر الماضي. 

وفي نهاية شهر أيار الماضي، حسب ما رصدته منصة SY24 في تقرير سابق لها، لقيت سيدة أخرى لا يتجاوز عمرها 19 عام ، نازحة من ريف معرة النعمان مصرعها أثناء عملها في منشأة للحبوب في منطقة سرمدا شمال إدلب، إذ تعرضت إلى ضربة قوية إثر سقوط خزان الحبوب عليها في مكان عملها، ما أدى إلى وفاتها على الفور. 

حيث تضطر المرأة إلى العمل ضمن ظروف خطيرة للغاية وشاقة، قد لا تناسب بينة المرأة الجسدية ومع ذلك، أصبح مشهد وجودها في تلك المناطق أمراً مألوفاً بعد أن كانت من أعمال الرجال فحسب. 

إن أعمال العنف وتدهور اقتصاد الحرب والأزمة الإنسانية المدمرة  في المنطقة وصلت إلى مستويات جديدة من المشقة والمعاناة للسكان المدنيين الذين عانوا أكثر من عشر سنوات من الصراع، حيث يعيش أكثر من 90٪ منهم في حالة فقر الآن، ما يجعل السوريين يقفون على حافة هاوية جديدة.