Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بيع الأعضاء ينشط في مناطق سيطرة النظام.. ما الذي يدفع الأهالي لذلك؟ 

خاص - SY24

عادت ظاهرة بيع الكلى للظهور في مناطق سيطرة النظام خلال الأشهر الماضية، بشكل ملحوظ، وأرجع الأهالي السبب للفقر الشديد الذي يعيشه معظم المدنيين في سوريا، نتيجة التدهور الاقتصادي وقلة فرص العمل، والغلاء الفاحش وتدني مستوى الدخل، ما جعل كثير منهم يفكرون جدياً ببيع أعضاء من أجسادهم مقابل توفير لقمة العيش لعوائلهم.

“أبو ياسين” واحد من عشرات الأشخاص الذين اضطر لأخذ قرار بيع عضو من جسده، بعد أن ضاقت به سبل العيش، وغرق ببحر من الديون حسب قوله، يخبرنا في حديثه إلينا، أنه “قرر بيع كليته من أجل أن يسدد الدين الذي عليه، وأن يعين عائلته وسط تردي الأوضاع المعيشة بشكل غير مسبوق”. 

ينحدر الرجل الخمسيني من ريف دمشق، ويسكن في حي “دويلعة” منذ سنوات، يعمل في أحد المحلات التجارية بأجرة زهيد لا تكفيه لثلث الشهر، ثمن طعام وشراب فقط، وهناك مئات الآلاف من العائلات التي تشارك “أبو ياسين” ضيق الحياة المعيشية وارتفاع معدل الفقر. 

سنه الكبير ونحولة جسده، منعاه من العمل بمهنة أخرى، أو تأمين عمل إضافي كي يحسن وضعه المعيشي ويلبي حاجات أسرته، إذ يعيش معه زوجته وابنيه وابنته الأرملة مع طفلين صغيرين،ليبقى أمامه خيار بيع كليته المنقذ الوحيد لهم من ديونهم وفقرهم. 

توجه “أبو ياسين” يوم أمس لأحد المراكز الطبية المختصة ببيع الكلى، وبعد السؤال عن الموضوع لعدة أسابيع، قرر أن يبيع إحدى كليتيه، وبدأ باجراء التحاليل اللازمة للعملية على أن يتم قبض ثمن الكلية، بعد العملية والذي يقارب خمسين مليون ليرة سورية في ظل تسهيل آلية البيع وإجراء العملية وتأمين السعر المطلوب ما يعني أنها باتت تجارة رائجة ومطلوبة في المنطقة. 

“أبو ياسين” ليس الوحيد فهناك مئات الآلاف المدنيين الذين يعانون من فقر شديد، وظروف معيشية سيئة جداً دفعت عدد منهم لطرق خيار بيع الأعضاء، وآخرين لبيع أثاث المنزل، وآخر لبيع أحد أولاده مقابل مبلغ مالي يكفي حاجته ويسد دينه.

يذكر أن هناك عشرات الحالات المشابهة لوضعه، من أهالي دمشق وضواحيها، يلجؤون لبيع أعضائهم، ولا سيما الكلى وقرنية العين، لارتفاع سعرهم وتسهيل عملية استئصالهم في عيادات خاصة وذلك بهدف التجارة، حيث يتم البيع بسعر مضاعف داخل أو خارج سوريا، كجزء من عمليات اتجار “غير مشروعة” نشطت في السنوات الأخيرة في ظل الحرب.