Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مواد غذائية منتهية الصلاحية تهدد حياة الأهالي في الرقة

خاص - SY24

تعرض عدد من المواطنين في مدينة الرقة للتسمم الغذائي نتيجة تناولهم بعض الأطعمة المعلبة منتهية الصلاحية، ما استدعى نقلهم بشكل عاجل إلى مشفى الرقة الوطني وتقديم الإسعافات الأولية لهم، وسط مطالبات أهلية بضرورة معاقبة المسؤولين عن بيع هذه المواد في المدينة، مع ازدياد واضح في عدد حالات التسمم الناجمة عن استهلاك المواد الغذائية منتهية الصلاحية.

 

وأكد العشرات من أبناء مدينة الرقة، أن العديد من المحال التجارية والبقالات الصغيرة، وبالذات تلك المنتشرة في ريف المدينة، تقوم ببيع مواد غذائية منتهية الصلاحية بشكل متعمد على الرغم من معرفتهم بانتهاء تاريخ صلاحيتها، مع قيامهم بتخفيض ثمنها أو وضعها ضمن عروض بيع خاصة لاستقطاب الزبائن والتخلص منها بأفضل طريقة ممكنة لضمان أرباح مالية إضافية لهم، معرضين الأهالي لخطر الموت نتيجة تناولهم هذه المواد.

 

مصادر محلية تحدثت عن وجود أكثر من مصدر للمواد الغذائية منتهية الصلاحية في مدينة الرقة، إذ يعد أبرزها مناطق سيطرة النظام السوري، حيث يعمل عدد من التجار على إدخال كميات من هذه المواد ضمن شحنات المواد السليمة وبيعها للتجار المحليين بأسعار مخفضة بغرض تحقيق أرباح سريعة.

 

في حين أشارت هذه المصادر إلى أن المصدر الثاني لهذه المواد في مدينة الرقة هو تجار المنطقة المحليين، الذين عمدوا إلى استيراد كميات كبيرة من المعلبات في أوقات سابقة وتخزينها في مستودعاتهم في ظروف غير صحية، ما تسبب بتلف كميات كبيرة من هذه المواد قبل انتهاء صلاحيتها، غير أن التجار آثروا بيعها للمواطنين بأسعار رخيصة وبالذات في ريف مدينة الرقة والمخيمات العشوائية المحيطة بها، والتي لا تتواجد فيها رقابة كافية على هذه المواد ما زاد من عدد المصابين بحالات تسمم غذائي.

 

“منهل العبدالله”، ممرض يعمل في مشفى الرقة الوطني، أكد أن “المستشفى استقبلت خلال الأيام الماضية أكثر من 10 حالات تسمم غذائي لمواطنين تناولوا أطعمة معلبة منتهية الصلاحية تم شراؤها من محلات تجارية معروفة في المدينة، حيث تم تقديم لهم العناية اللازمة دون تعرض أي منهم لأعراض جانبية أخرى”، على حد قوله.

 

وقال “منهل” في حديثه لمنصة SY24: إن “المدينة تشهد حالات تسمم غذائي بشكل شبه يومي، ولكن خلال الأسابيع الماضية ازداد عدد هذه الحالات بشكل كبير، وبالذات مع دخول كميات من الأطعمة المعلبة القادمة من مناطق سيطرة النظام، والتي بيعت في المدينة بسعر مخفض، الأمر الذي أثار قلق عدد من المواطنين الذين امتنعوا عن شرائها بشكل كامل ودعوا إلى مقاطعتها”.

 

وأضاف أن “أغلب المصابين بحالات تسمم هم أطفال دون سن العاشرة ومن عائلات فقيرة جداً، وذلك كون هذه العائلات تقوم بشراء المواد الغذائية بأرخص الأسعار وهو ما دفع التجار لاستغلال حاجة المواطنين ليقوموا ببيعهم هذه المواد للتخلص منها بأسرع طريقة، محققين أرباحاً إضافية لهم ومعاناة أخرى للأهالي”.

 

من جهتها، أعلنت دائرة الصحة في مجلس بلدية الرقة عن تحرير عدد كبير من المخالفات الصحية بحق بعض المحال التجارية والمطاعم في المدينة، خلال حملة أطلقتها لتنظيم عمل هذه الجهات والقضاء على ظاهرة بيع المواد الغذائية منتهية الصلاحية، وأيضاً لضمان نظافة المطاعم والوجبات التي تقدمها للمواطنين.

 

وأوضحت اللجنة أن عدد المخالفات التي تم تحريرها في مدينة الرقة خلال أسبوع واحد بلغت 10 مخالفات، طالت مطاعم ومحال تجارية ومحال بيع الحلويات والبوظة، وتم فرض غرامات مالية وصلت لأكثر من 200 ألف ليرة بحق هذه المشاريع بتهمة “مخالفة تعليمات النظافة”، كما تمت مصادرة كميات من المواد الغذائية منتهية الصلاحية وإتلافها خارج المدينة.

 

وطالب أهالي مدينة الرقة “الإدارة الذاتية” والهيئات واللجان المنبثقة عنها، بضرورة تكثيف جهودها للقضاء على ظاهرة المواد الغذائية منتهية الصلاحية عبر زيادة التدقيق على المواد التي تدخل من مناطق سيطرة النظام، والسماح بإدخال المواد الغذائية القادمة من مناطق سيطرة المعارضة السورية، بالإضافة إلى ملاحقة المتسببين بإدخال هذه المواد إلى المدينة وتقديمهم للعدالة.