Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

انتشار أمراض خطيرة في مدينة ديرالزور.. ما أسبابها؟

خاص - SY24

شهدت مدينة ديرالزور والريف المحيط بها ظهور، لحالات إصابة بأمراض خطيرة من ضمنها التهاب الكبد الوبائي والملاريا والسحايا وبعض التهابات الجهاز الهضمي والتنفسي، في ظل انعدام شبه كامل للرعاية الصحية في المراكز والمستشفيات الحكومية المنتشرة في المنطقة.

 

حيث اضطر عدد كبير من الأهالي لنقل مرضاهم للعلاج إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات أو إلى العاصمة دمشق، الأمر الذي قد يؤدي لانتقال هذه الأمراض وخاصة المعدية منها مثل التهاب الكبد الوبائي بين المواطنين، ناهيك عن مخاوف كبيرة من انتشار مرض “جدري القرود” في المنطقة، مع ظهور عدد كبير من القوارض والحشرات في أنابيب الصرف الصحي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

 

ورجحت مصادر طبية، أن السبب الرئيسي وراء انتشار هذه الأمراض في المنطقة يعود إلى عدم قيام المؤسسات التابعة للنظام السوري بصيانة دورية لمحطات تصفية وتحلية المياه الموجودة على طول مجرى نهر الفرات، الأمر الذي أدى إلى تلوث المياه التي يستخدمها الأهالي للشرب والاستعمال الشخصي وأيضاً لسقاية محاصيلهم الزراعية والمواشي.

 

وأكدت المصادر ذاتها، أن معظم المراكز والمستشفيات الحكومية الموجود في ريف ديرالزور الشرقي غير مؤهلة لاستقبال حالات الإصابة بأمراض وبائية معدية، وذلك لافتقارها للأجهزة والمعدات الضرورية، بالإضافة إلى عدم وجود كادر طبي قادر على معالجة هذه الحالات، مع اكتفاء هذه المراكز بإعطاء المرضى المضادات الحيوية والمسكنات العامة والمحاليل الملحية لحين نقلهم إلى مشافي متخصصة وعلاجهم على نفقتهم الخاصة.

 

في حين، تحدثت مصادر محلية عن فرض قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه إتاوات مالية ورسوم جمركية ضخمة على الأدوية القادمة من مناطق سيطرة “قسد” أو من باقي المحافظات السورية، حيث ارتفعت أسعار الأدوية خلال النصف الأول من العام الجاري إلى أكثر من ثلاثة أضعاف سعرها الحقيقي بسبب هذه الإتاوات، الأمر الذي أثقل كاهل الأهالي في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يعانون منه.

 

“عبدالله”، وهو اسم مستعار لأحد أعضاء الكادر الطبي في ريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن “جميع المراكز الصحية الموجودة في المنطقة غير مؤهلة لاستقبال أي إصابات بأمراض أو أوبئة خطيرة مثل التهاب الكبد والملاريا وغيرها من الأمراض، وذلك لأنها تفتقر للمعدات الطبية والأدوية الضرورية اللازمة لمواجهتها”، على حد قوله.

 

وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “أسباب انتشار هذه الأمراض واضحة للجميع ومع هذا ما زالت المنطقة تعاني من تلوث بيئي خطير وبالذات عند مجرى النهر، لرفض المؤسسات الحكومية صيانة محطات ضخ المياه وإعادة تأهيل التالف منها، ناهيك عن مشاكل الصرف الصحي المنتشرة في الأحياء المدمرة من المدينة، والتي باتت مركزاً لتجمع الحشرات والقوارض وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة”.

 

وأضاف أن “الأهالي أيضاً باتوا غير حريصين على أرواحهم لأنهم يعلمون أن المياه ملوثة ومع هذا لا يتخذون الاحتياطات الضرورية كتعقيم المياه عبر غليها وتصفيتها بالطرق البدائية المتوفرة لديهم، ما تسبب بإصابة أعداد كبيرة منهم بأمراض الجهاز الهضمي كالإسهال والزحار، بالاضافة إلى التسمم جراء تناول بعض الخضار والفواكه دون غسلها”.

 

والجدير بالذكر أن القطاع الصحي في الأجزاء الخاضعة لسيطرة النظام في محافظة ديرالزور، يعد من أكثر القطاعات تضرراً بفعل القصف المركز الذي نفذته الطائرات الروسية إبان سيطرة المعارضة السورية على المدينة ومن بعدها تنظيم داعش، وتعمدها تدمير البنية التحتية، ما تسبب بخروج 90% من المشافي والمراكز الصحية عن العمل.

 

يشار إلى أن مديرية صحة النظام تتعمد إهمال المرافق الصحية منذ سيطرتها على المدينة، في ظل غياب الكوادر الطبية عنها والسرقات التي تطال مخزون الادوية والمعدات الطبية المخصصة للأهالي، ناهيك عن قيام المسؤولين عن هذه المشافي بتحويل معظم الحالات المرضية إلى المراكز الخاصة التي يديرونها بغرض الربح المادي، مع ارتفاع أسعار المعاينات التي يتقاضونها من المواطنين، وسط حالة من الغضب والاستياء يعيشها الأهالي في المدينة التي تديرها أجهزة النظام الأمنية والميليشيات الشيعية والروسية المسلحة المتحالفة معها.