Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ديرالزور.. الميليشيات تستخدم منازل المدنيين لحماية مستودعاتها من القصف

خاص - SY24

أخلت الميلشيات الإيرانية المتواجدة في قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي عدداً من مواقعها العسكرية، بعد تعرضها لقصف مباشر من قبل قوات التحالف الدولي خلال الأيام الماضية، وقامت بنقل معظم أسلحتها وعناصرها إلى مواقع جديدة مستخدمةً سيارات وشاحنات مدنية للتمويه، كما منعت عناصرها من ارتداء الزي العسكري أو رفع أي راية تدل على تواجدهم فوق المقرات الجديدة.

 

مصادر خاصة ذكرت أن الميليشيات الإيرانية قامت بنقل الأسلحة والذخائر ومنصات إطلاق الصواريخ إلى عدد من المنازل داخل الأحياء السكنية في مدن “الميادين والعشارة والبقرص والقورية والبوكمال”، والتي كانت قد استولت عليها عقب سيطرتها على المنطقة في عام 2017 ، ووطنت فيها بعض عائلات مقاتليها الأجانب قبل أن تقوم بإفراغها وتحويلها إلى مستودعات أسلحة.

 

المصادر ذاتها أكدت لمراسل منصة SY24 بديرالزور قيام هذه الميليشيات بتحويل بعض المنازل التي استولت عليها في أحياء “القصور وفيلات البلدية وفيلات الضاحية ومنطقة غازي عياش وفيلات الرواد”، إلى مستودعات أسلحة وذخيرة مع قيامها بتعيين أربعة من عناصرها المحليين كحراس على كل منزل، بعد طلبها منهم بالإقامة داخلها وعدم ارتداء أي ملابس عسكرية أو حمل السلاح بشكل علني أو رفع اي راية خاصة بالميليشيات التي ينتمون إليها.

 

وتزامن ذلك مع نقل ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” جميع الأسلحة والصواريخ الموجودة في مستودعاتها في قلعة “الرحبة” بمدينة الميادين، إلى غرف صغيرة قامت ببنائها داخل الأراضي الزراعية التي استولت عليها في ريف المدينة ووضعت عليها حراسة خاصة، وبالذات الغرف التي تم تخزين منصات الصواريخ والطائرات المسيرة داخلها.

 

أهالي ديرالزور استنكروا هذه التصرفات من قبل ميليشيات إيران كونها تهدد حياتهم وحياة عائلاتهم بشكل مباشر، وخاصة بعد تكرار حوادث الانفجارات داخل مخازن الأسلحة في المنطقة ،مع تخوفهم من قيام التحالف الدولي بشن غارات على هذه المنازل ما قد يتسبب بتدمير أحياء بكاملها، وطالبوا بضرورة إخراج هذه المليشيات من مدنهم وطرد كل المظاهر المسلحة منها.

 

“أحمد عادل”، أحد أبناء مدينة الميادين شرقي ديرالزور، ذكر أن “الميلشيات الإيرانية المتواجدة في المدينة استولت على عدد من المنازل في الحي الذي يقيم فيه منذ اللحظة الأولى لدخولهم، وقاموا بتوطين عائلات عراقية فيها ليتم إخراجهم منها في وقت سابق من هذا الأسبوع، ليحل محلهم عناصر مسلحة من ميليشيا فاطميون الأفغانية”، على حد قوله.

 

وقال أحمد في حديثه لمنصة SY24: إنه “تم إخراج العائلات العراقية مع أمتعتهم من المنازل التي كانوا يقيمون فيها في ساعات الصباح الأولى، وتم نقل عناصر أفغانية إليها في ساعات متأخرة من الليل وهم يرتدون لباس مدني ولا يحملون سلاح، لكن الصناديق التي تم إدخالها إلى المنازل كانت تحتوي على كميات من الأسلحة والذخائر لأن شكلها معروف لدى جميع أبناء المنطقة”.

 

وأضاف أن “عملية النقل تزامنت مع انقطاع التيار الكهربائي لضمان عدم رصدهم من طيران التحالف الدولي، الذي استمر بالتحليق فوق المنطقة عقب الغارات التي نفذها ضد مواقع الميليشيات فيها، إلا أن جميع أبناء الحي يعلمون أن الميليشيات الإيرانية تستخدم هذه المنازل كـ مستودعات أسلحة وذخائر ومقرات مؤقتة لعناصرها الأجانب”.

 

وتابع قائلاً: إن “هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الميليشيات الإيرانية المدنيين كدروع واقية لحمايتها من ضربات التحالف، فقد قامت بافتتاح جميع مقراتها العسكرية في الأحياء السكنية بمدينة الميادين وأنشأت مستودعات للذخائر داخل المدارس والمرافق الحكومية القريبة من الأحياء السكنية، وذلك لضمان عدم تعرضها للقصف وأيضاً لتخويف الأهالي باستمرار وتحريضهم على التحالف في حال هاجم المنطقة”.

 

وشهدت المنطقة خلال الأيام الماضية توتراً غير مسبوق، عقب قيام طيران التحالف الدولي بشن غارات مباشرة استهدفت مستودعات لميليشيا “الحرس الثوري” في منطقة”عياش” بريف ديرالزور الغربي، لتقوم الأخيرة بقصف قواعد التحالف بمناطق “قسد” بعدة صواريخ، ليصعد التحالف الموقف ويقصف جميع المواقع العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية في المنطقة الممتدة من مدينة البوكمال إلى مدينة ديرالزور.

 

وأصدر التحالف الدولي بياناً قال فيه: إن “هذه الضربات جاءت بتوجيهات مباشرة من الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أكد أن قواته ستقوم بضرب المليشيات التي تهدد سلامة جنوده العاملين في مناطق شمال شرق سوريا بهدف القضاء على تنظيم داعش”، مؤكداً أنها أوقعت خسائر بشرية فادحة في صفوف هذه الميلشيات ناهيك عن الخسائر الكبيرة في العتاد والذخيرة، مع إصابة 3 من قوات “المارينز” الأمريكية بجروح طفيفة.