Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مقتل رجل أمام المارة في مدينة ديرالزور.. ماذا يحدث؟

خاص - SY24

أقدم شخصان مجهولا الهوية على قتل رجل مدني في العقد الخامس من العمر بعدة طلقات مسدس في إحدى الساحات المكتظة بالمارة بحي القصور وسط مدينة ديرالزور، قبل أن يلوذا بالفرار إلى جهة مجهولة، فيما أصيبت امرأة كانت متواجدة في مكان الحادث برصاصة في القدم تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

 

العملية أثارت هلع الأهالي الذين هربوا من مكان الحادث فور سماح صوت إطلاق النار خوفاً من تعرضهم وتعرض أطفالهم لـ أعيرة نارية، في الوقت الذي قامت فيه الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بفرض طوق أمني حول مكان الحادث قبل أن تغادره دون مباشرة أي تحقيق حوله.

 

مصادر خاصة ذكرت لمنصة SY24، أن عملية الاغتيال تأتي ضمن سلسلة عمليات “الثأر العشائري” التي انطلقت منذ عدة أشهر بمناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له في محافظة ديرالزور، والتي ذهب ضحيتها إلى الآن عشرات المدنيين، ناهيك عن الإصابات والخسائر المادية الكبيرة وعمليات تهجير العائلات من مناطق سكنهم إلى مناطق أخرى نتيجة الاقتتال العشائري.

 

وقالت المصادر ذاتها، إن من قام بعملية الاغتيال هم عناصر تابعين لميليشيا فاطميون الأفغانية ينحدرون من بلدة “محكان” بريف مدينة الميادين شرقي ديرالزور، وقاموا بمهاجمة الرجل الذي يتهمونه ب”قتل أحد أقاربهم قبل عدة سنوات”، ليتم العثور واغتياله أمام المارة وفي وضح النهار ودون أي خوف من الإمساك بهم، نتيجة التعليمات الصادرة لعناصر الشرطة بعدم اعتراض عناصر الميليشيات الإيرانية أو تفتيشهم مهما كانت الأسباب.

 

أهالي المدينة اعتبروا أن هذه العملية هي مثال واضح لفوضى السلاح المنتشر في المدينة، وبالذات لدى عناصر الميليشيات الإيرانية التي تقوم بـ”تجنيد أطفال قاصرين في صفوفها و تسلمهم أسلحة آلية وتطلقهم في شوارع المدينة مع منحهم سلطة كاملة لهم بقتل أي شخص دون تعرضهم لأي نوع من المساءلة القانونية”، ما دفع هؤلاء الأطفال المسلحين إلى ارتكاب جرائم قتل وسرقة وسلب مسلح وسط النهار وأمام أعين الجميع.

 

“فدوى العبدالله”، معلمة مدرسة ومقيمة في حي القصور وسط مدينة ديرالزور، ذكرت أن “عدداً من  طلابها الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ 16 سنة أصبحوا الآن عناصر مسلحة تابعين للميليشيات الإيرانية يجوبون شوارع المدينة حاملين أسلحتهم، ومهددين كل من يرمقهم بأي نظرة لا تعجبه بالسجن أو القتل، مع تكرار حوادث الاعتداء التي ينفذونها وبالذات ضد معلمين أو أشخاص أكبر سناً منهم، مع تأكدهم من عدم قيام الأجهزة الأمنية بمحاسبتهم”.

 

وقالت المعلمة في حديثها لمنصة SY24: إن “فوضى السلاح لم تقتصر على ذلك، بل تعداه الأمر إلى بدء اشتباكات مسلحة وسط شوارع المدينة دون الاكتراث للأهالي، وخاصة مع استخدام بنادق رشاشة وقنابل يدوية، كما حدث منذ يومين في حي القصور عندما اشتبكت مجموعتين من الشباب مستخدمين أسلحة نارية دون معرفة الأسباب”.

 

وأضافت “نعلم أن النظام لا يملك السلطة لسحب السلاح من أيدي عناصر الميليشيات الإيرانية لأن أجهزته الأمنية تتعرض بدورها لمضايقات من هؤلاء العناصر، لكن أفضل طريقة للحد من هذه التصرفات هي سحب العائلات لأبنائهم من صفوف هذه الميليشيات وإخراجهم من المنطقة حفاظاً على حياتهم، لأن مصيرها سيكون القتل إن كان على يد عناصر بقية الميليشيات أو في أي اشتباك مسلح”.

 

وتعيش مدينة دير الزور حالة من الإنفلات الأمني بعد ازدياد عدد عناصر الميليشيات الإيرانية التي دخلت إلى المدينة خلال الأشهر الماضية، وبالذات بعد تعرض قواعدهم ضربات وغارات جوية من قبل التحالف الدولي، ما أدى إلى ازدياد عدد العناصر المسلحة داخل المدينة وبالذات العناصر الأجنبية الإيرانية والأفغانية، والذين يملكون صلاحيات وسلطات كبيرة تفوق سلطات الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، والتي تقف عاجزة امام تصرفات هذه العناصر التي تسببت بهروب عدد كبير من الأهالي إلى خارج المدينة.