Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

داعش يصارع للبقاء في سوريا.. وعقبات كثيرة تقف في وجه عودته للحياة!

خاص - SY24

يواصل تنظيم “داعش” اتباع سياسات عسكرية وأمنية مختلفة وعلى رأسها “حرب العصابات” التي تساهم في استمرار وجوده على الأرض، لكن من دون أن تتيح له إعادة السيطرة مجدداً أو إعادة الحياة له كما كان من قبل. 

وفي متابعة منها لهذا الملف، رصدت منصة SY24 ومن مصادر مهتمة بملف تنظيم “داعش” وتحركاته في المنطقة، أهم العقبات التي تقف في وجه محاولاته البقاء على قيد الحياة في مناطق سيطرته. 

ويرى مراقبون أن “سياساته الأمنية المتخبطة وتشتته عقب الهزائم التي تلقاها على يد التحالف الدولي، إضافة لاعتماده على حرب العصابات، هي من أبرز العقبات التي تقف في وجه عودة داعش للحياة مجددا كما كان في السابق”. 

وحسب المراقبين، فإن “العداء البيني” بين روسيا والنظام السوري وإيران وبين تنظيم “داعش”، يعتبر من العقبات الأخرى في وجه التنظيم، إذ تُجمع كل تلك الأطراف على أن “داعش” هو عدو أساسي مشترك بالنسبة لهم. 

وفي وقت سابق من العام 2021، ذكر تقرير فرنسي أن “تنظيم داعش في سوريا، بات ينتهج استراتيجية حرب العصابات في الجزء الشرقي من البلاد؛ لاستعادة نفوذه”. 

وحسب التقرير فإن “هذه الحرب لا تجد صدى لها في وسائل الإعلام السورية، ومع ذلك فإن العمليات العسكرية تحدث بمعدل شبه يومي على مساحة شاسعة، تمتد على طول الصحراء الوسطى لسوريا، المسماة البادية، والتي تمتد من مدينة حمص في وسط البلاد إلى الحدود مع العراق شرقا، وصولا إلى الأردن جنوبا، وهي حرب بلا جبهة مرئية تخاض على مساحة 60 ألف كيلومتر مربع”. 

من جانبه، قال الباحث السوري “رشيد حوراني” لمنصة SY24، إن من أهم العقبات التي تواجه عودة “داعش” للحياة مجدداً هي “إصرار التحالف الدولي بقيادة أمريكا على القضاء على التنظيم بشكل نهائي واستمرار تقديم الدعم العسكري واللوجستي والأمني لقوات قسد لإنجاز هذه المهمة، يتبعها عقبات تتعلق بتأمين التمويل اللازم ليحافظ التنظيم على بقائه على قيد الحياة”. 

وأضاف أن “التنظيم يعتمد الآن على مصادر متقطعة غير ثابتة كفرض الإتاوات أو ما يسمى بالكلفة السلطانية على التجار”، مبيناً أن “هذه المصادر هي متوفرة بسبب الاضطرابات الأمنية التي تشهدها مناطق عمليات التنظيم”. 

ومن بين العقبات حسب “حوراني” هو “عدم وجود سيطرة جغرافية على منطقة بعينها تمكنه من تخطيط وتنفيذ عملياته انطلاقا منها، إنما يتواجد في البادية ويعمل على ضرب أهداف أعدائه على أطراف المدن والبلدات التي يسيطرون عليها، وهذا الأمر على الرغم من أنه يستنزف الطرف الآخر، إلا أنه في الوقت ذاته يحمل مخاطر كبيرة على التنظيم وفشل عملياته”. 

وتابع أن من العقبات الأخرى “عدم وجود حاضنة شعبية للتنظيم في المجتمعات التي تم طرده منها، بل يحمل العقل الجمعي للسكان في مناطق سيطرته صورة قاتمة عنه، فمؤخرا على سبيل المثال أحيى أهالي عشيرة الشعيطات في دير الزور ذكرى المجزرة التي ارتكبها التنظيم بحق أبنائهم”. 

ويضاف لما سبق، حسب “حوراني”، عدم قدرة “داعش” على تجنيد عناصر جديدة عبر شبكات التواصل والدعوة، وذلك بسبب فرض القيود الصارمة على المشتبه بانتمائهم للتنظيم في الدول الأوربية، وملاحقة الأصول المالية له من قبل المجتمع الدولي، وتخوف من ينتمون له من ملاحقة الدول التي ينتمون لها لهم، ومثاله رفض إعادة الدول الاوربية لعناصر “داعش” ممن يحملون جنسياتها، والمتواجدون في مخيمات تسيطر عليها “قسد”، وهذا الأمر حرمه من رفد صفوفه بالعنصر البشري، حسب قوله. 

وبات في الآونة الأخيرة وتحديداً منذ شهر آب/أغسطس الماضي 2022، يلاحظ محاولات “داعش” التكثيف من عملياته وهجماته المباغتة سواء ضد “قسد” أو ضد النظام السوري وميليشياته، في مناطق متفرقة من البادية السورية، وبالمقابل بدأ التحالف الدولي يكثف من عمليات الإنزال الجوي التي تستهدف خلايا التنظيم وأشخاص يشتبه بانتمائهم إليه في عموم المنطقة الشرقية الخاضعة لسيطرة “قسد”. 

وحذّرت العديد من المصادر المتطابقة في حديثها لمنصة SY24، من أن التنظيم سيزيد من عملياته الأمنية “الانتقامية”، رداً على الحملة التي نفذها التحالف الدولي ضد خلاياه في مخيم “الهول” بريف الحسكة.