Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مشروع زراعة الفطر في الشمال السوري من التجربة إلى الاستثمار

خاص - SY24

شهدت مشاريع زراعة وإنتاج الفطر في الشمال السوري، في الفترة الأخيرة، إقبالاً ملحوظاً من قبل الأهالي، ولاسيما أنها توفر مصدر رزق جيد لصاحبها، بتكاليف مقبولة نوعاً ما، وإنتاج وفير، يغطي حاجة السوق. 

إذ يعد البحث عن فرصة عمل في المنطقة، أمراً بغاية الصعوبة، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية المتردية التي يواجهها معظم الأهالي، غير أن الشاب “محمود جحا” مهجر من ريف دمشق، استطاع أن ينجح في تأمين فرصة عمل من خلال إنتاج وزراعة الفطر.

يقول في حديث خاص لمنصة SY24، إنه تعلم مراحل الزراعة ضمن دورة تدريبية في مركز خاص يعنى بزراعة الفطر وإنتاج البذار محلياً، ثم نقل التجربة بشكل فردي إلى إحدى الغرف في منزله، وبعد نجاحها قرر توسيع المشروع والعمل على نطاق أوسع. 

يوفر مركز “نواة للدراسات العلمية” في مدينة عفرين، دورات تدريبية في مجال إعادة التدوير، والطاقات المتجددة والأمن الغذائي والصحة، إضافة إلى تعليم زراعة وإنتاج الفطر بشكل عملي. 

مراسلتنا التقت “أحمد ليلى” مدير المركز، الذي أكد في حديثه إلينا، أن “المركز يعمل في مجال التدريب منذ كان في الغوطة الشرقية قبل ثماني سنوات، ومازال مستمراً إلى اليوم في العمل والتدريب، وقدم تدريباته لأكثر من ألفي شخص في مناطق إدلب وحلب والغوطة الشرقية”. 

كما يطور المركز سلالات جديدة من البذار وينتج أنواعاً عديدة تغطي حاجة السوق، يقول لنا :”يقدم المركز دورات تدريبية لمجموعة أشخاص، لتأمين فرص عمل لهم، إذ يتعلمون خلال الدورة كيفية زراعة الفطر بشكل مفصل وعملي، إضافة للحديث عن فوائد الفطر وأهميته الغذائية”. 

في نهاية الدورة يتم تقديم سلة بذار ومواد أولية، وكتيب صغير للإرشادات لجميع المتدربين، للبدء بمشاريعهم الخاصة، وتأمين دخل مادي لهم عن طريق الإنتاج والتسويق. 

“جحا” كان واحداً من عشرات المتدربين الذين حصلوا على سلة زراعية من المركز، ومن ثم انتقل من مرحلة التجريب إلى العمل والإنتاج بعد نجاح تجربته الأولى في منزله. 

يقول لنا :”طرحت المنتج وهو نوع من  الفطر يسمى المحاري يشتهر بطعمه اللذيذ وفوائده الكبيرة، ولاقى إقبالاً في السوق من قبل عدد كبير من الأشخاص، ما شجعني على توسيع نطاق العمل وفتح ورشة كاملة لإنتاج كميات كبيرة تغطي حاجة السوق. 

استعان “جحا” بأحد أصدقائه لتأمين المواد الأولية من البذار والتبن والأكياس، ودفع إيجار صالة كبيرة لزراعة الفطر، وبدأت أولى مراحل العمل بعد التحضير لها بشكل جيد، ووصل إنتاج المزرعة إلى 300 كيلو أسبوعياً حسب قوله. 

وعن مراحل زراعته يخبرنا، أنه يحتاج إلى مادة التين، وبذار الفطر حيث ينقع التبن بالماء لمدة 12 ساعة ثم يصفى ليكون رطباً بدرجة معينة، ويضاف إلية مادة الجبصين التي تعدل حموضة التبن، لتلائم البذار، ثم يدخل التبن إلى غرفة البخار للتعقيم ويبرد إلى درجة حرارة 22 مئوية، ثم يوضع في مكان نظيف ذو تهوية جيدة. 

يتابع حديثه إلينا، واصفاً بدقة مراحل إنتاج الفطر، قائلاً :”بعد ذلك تضاف البذار إلى مادة التبن وتخلط جيداً وتعبأ بأكياس وتوضع بمكان مظلم لمدة عشرين يوماً، بدرجة حرارة 25 مئوية، وتصبح جاهزة لمرحلة الإثمار، وهنا تحتاج إلى تهوية وإنارة جيدة، ورطوبة عالية، ثم يثقب الكيس بشفرة، وتبدأ ثمار الفطر بالنضوج والخروج من الأكياس. 

نجح “جحا” في تأمين فرصة عمل له ولصديقه، وتأمين مردود مادي ومهنة جيدة، واستطاع إنتاج أنواع معينة من الفطر، منها المحاري، و المحاري الملكي، و الشيتاكي وهو نوع من الفطور الطبية، وهناك مشاريع مستقبلية لإنتاج الفطر الريشي وفطر الأزرار أيضاً.