Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

لماذا يختلف التعامل الإنساني والسياسي الدولي بين سوريا وأوكرانيا؟

خاص – SY24

قالت المديرة الإقليمية لمنظمة “سوريا للإغاثة والتنمية”، أماني قدور، إن “الصراع في سوريا معترف به على أنه صراع غير دولي، على عكس ما يحدث في أوكرانيا.

وأوضحت “قدور” أن اختلاف التعامل بين القضيتين تحكمه سياسات إنسانية وقوانين حقوق إنسان مختلفة، تجعل عملية المحاسبة الدولية أكثر تعقيداً.

وخلال ندوة استضافها مركز حقوق الإنسان والدراسات الإنسانية، التابع لمعهد “واتسون للشؤون الدولية والعامة”، أشارت قدور إلى أن “الأزمة السورية لم يكن لها رد مؤسسي واضح، نظراً لأن الجهات الفاعلة المحلية كانت متورطة بشكل مباشر في النزاع، ما جعل هناك استجابة متأخرة، ومشكلات وصول إلى المساعدات المدنية”.

من جانبها، قالت الباحثة في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، كيارا رومانو بوش، إن “تحويل تخصيص الموارد الدولية من سوريا إلى أوكرانيا، كان نتيجة غير مباشرة للنزاع في أوكرانيا”، مشيرة إلى أن “الاختلاف الرئيسي بين النزاعين يكمن في السرعة التي تم فيها تهجير الأوكرانيين”.

وأوضحت الباحثة أن “التنقل المستمر للأوكرانيين بسبب الأزمة، دفع منظمة الغذاء العالمي إلى تكييف استجابتها بشكل يومي”، مضيفة أن المنظمة “تعطي الأولوية في الوقت الحالي لطرق تنفيذ البرامج التي يمكن للجهات الفاعلة المحلية تنفيذها بمجرد مغادرتها البلاد”.

يجدر الإشارة إلى أن أعداد النازحين السوريين وفق أحدث إحصائية لفريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري، بلغت نحو 2.1 مليون نازح، من أصل أكثر من 4 ملايين سوري يسكنون مناطق الشمال السوري، بالوقت الذي يبلغ عدد سكان المخيمات مليوناً و43 ألف و869 نازحاً، يعيشون ضمن 1293 مخيماً، من بينها 282 مخيم عشوائي، أقيمت في أراض زراعية، ولا تحصل على أي دعم أو مساعدة إنسانية أممية.

حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الوضع في سوريا “ينذر بالخطر”، داعياً المجتمع الدولي للتحرك وتقديم الدعم الفوري وغير المشروط.

وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، حسب ما تابعت منصة SY24، إنه “عندما نقول أن الوضع في سوريا ينذر بالخطر فإن هذا لا يعكس الواقع السيء، فالحقيقة المفجعة لملايين الأسر السورية هي أنهم لا يعرفون من أين تأتي وجبتهم التالية”.

وأضاف “يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن عدم اتخاذ إجراء فوري الآن سيؤدي حتمًا إلى مواجهة السوريين لمستقبل كارثي. إنهم يستحقون دعمنا الفوري وغير المشروط.”.

ويواجه حاليًا حوالي 12 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي. وهذا يزيد بنسبة 51٪ عن عام 2019، ويوجد 1.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى هاوية الجوع، وبعد أن أصبحت الوجبات الأساسية بمثابة رفاهية للملايين، أصبحت التغذية مشكلة خطيرة، حسب بيان لبرنامج الأغذية العالمي.