Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أسباب ومخاطر الازدحامات المرورية في الشمال السوري

خاص - SY24

تشكل الازدحامات المرورية الخانقة في مدن الشمال السوري، بالوقت الحالي إحدى أكبر التحديات، التي يعاني منها الأهالي، نتيجة الكثافة السكانية الكبيرة، وضيق المساحة الجغرافية، لاستيعاب العدد الهائل من السيارات والشاحنات والمركبات التي يتم استيرادها من دول الجوار دون ضوابط تراعي مخاطر الازدحام المروري.

إذ تعج مراكز المدن الرئيسية بالسيارات والدرجات النارية، والحراك السكاني، وتتزايد هذه الزحمة المرورية  في مناطق المراكز التجارية والأسواق، والطرقات العامة، ولا سيما في ساعات الذروة، ما أدى إلى كثير من حوادث السير التي راح ضحيتها عشرات الأشخاص بينهم أطفال في السنوات الأخيرة، وسط غياب قانون سير منظم للمواصلات، وعدم وجود إشارات المرور أيضا، واقتصار تنظيم السير على وجود عدد من شرطة المرور التابعين لحكومة الإنقاذ لتولي المهمة، وهي خطوة غير كافية حسب رأي من التقيناهم من الأهالي.

يقول عضو الدفاع المدني السوري “حميد قطيني” في حديث خاص لمنصة SY24: إنه “منذ بداية العام الحالي 2022، حتى يوم أمس السبت 11 تشرين الثاني، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لأكثر من 1145 حادث سير في شمال غربي سوريا، أدت لوفاة 48 شخصاً بينهم نساء وأطفال، فيما تم إسعاف أكثر من 1166 شخص بينهم نساء وأطفال إلى النقاط الطبية والمشافي”.

ليس هذا فحسب، بل يؤكد “قطيني” أن تأثير الازدحام المروري في مناطق شمال غربي سوريا، تعدى مرحلة الحوادث اليومية، فله العديد من الآثار السلبية في زيادة نسبة تلوّث الهواء الذي يؤثّر بدوره على صحّة الفرد والمناخ، لا سيما مع النقص الكبير في المساحات المزروعة والغابات في مناطق شمال غربي سوريا.

للحديث أكثر عن تأثير الازدحام المروري على تغيرات المناخ، منصة SY24 التقت الصحفي والمختص بقضايا البيئة والمناخ “زاهر هاشم” ليطلعنا أكثر على الموضوع بشكل مفصل، حيث أكد لنا: أن “مخلفات وسائط النقل العامة، العاملة على الديزل والبنزين والوقود المكررة بشكل بدائي، تعد مسبباً رئيسياً في تلوث الهواء، خصوصاً في المدن المزدحمة، وينتج عنها غازات سامة مثل ثاني أكسيد الكربون، الذي يتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري، وغاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز سام أيضاً يتحد مع (هيموغلوبين) الدم ويؤثر على خلايا الجسم والخلايا العصبية  في المخ.

وأضاف أن “غاز ثاني أكسيد الكبريت، الناتج عن وسائط النقل، يسبب أمراض في صحة الجهاز التنفسي للإنسان، مثل احتقان الأنف، وتهيج الغدد الدمعية، والالتهابات العين والأغشية المخاطية، والصداع، وقد يؤدي إلى الوفاة، كما يسبب اختلاطه مع المطر، وسقوط الأمطار الحمضية  ضرراً للتربة والنباتات ولها تأثير على المدى الطويل”.

ونوه في حديثه عن الغازات الأخرى الضارة التي تنتج من وسائل النقل مثل أكاسيد النتروجين، وملوثات معدنية على رأسها الرصاص، الذي يؤدي إلى أمراض في الكبد والكلى واضطرابات عصبية تؤدي إلى الصرع، وأحياناً تؤدي إلى انخفاض مستوى الذكاء لدى الأطفال، إضافة إلى تأثيره الضار على الجهاز التناسلي.

وكانت منصة SY24 ،قد أفردت ملفاً خاصة عن تغيرات المناخ، وتأثير الأوضاع في شمال سوريا على التغيرات الحاصلة تزامناً مع انعقاد “قمة الأمم المتحدة للمناخ” المنعقدة من 6 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 18 من الشهر نفسه، بمشاركة عدد من الرؤساء ومسؤولين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة، إضافة آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم.

ووفقاً لتقارير نشرها مراقبون مهتمون، فإن “المشكلة الخطيرة الأخرى التي تهدد سوريا، والتي يمكن اعتبارها متداخلة مع المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هي المشكلة البيئية التي لا أحد يدق ناقوس خطرها الآن، ففضلًا عن تلوث المزروعات بسموم الذخائر المنفجرة على مر أعوام الصراع، وتغلغل هذه السموم في التربة، وارتفاع نسبة السرطانات بين السوريين، فإن الازدحامات المرورية الخانقة تشكل إحدى العضلات في تأثيرها على البيئة والإنسان معاً، وقد حذر علماء المناخ من دورات قاسية في منطقة شرق المتوسط قد تؤدي إلى تغييرات كارثية، مما يعني أن ملف الأزمات التي يجب حلها، والذي سيقع على عاتق أي مشروع سياسي مستقبلي في سوريا سيكون هائلًا وضخمًا وخطيرًا”، حسب تعبيرهم.