Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

حملة لمناهضة العنف ضد المرأة في الشمال.. تعرف على أبرز أنواعه

خاص - SY24

تعيش النساء السوريات في الشمال السوري ولاسيما في المخيمات أقصى أنواع العنف في بيئة تخلو من أدنى مقومات الحياة، فالتهجير القسري والنزوح أرغم مئات آلاف من العائلات على ترك منازلهم خوفاً من القصف أو الاعتقال على يد النظام السوري، وبالتالي التأقلم والعيش في ظروف سيئة، تزيد من عنف المرأة والتجارب القاسية التي خبرتها خلال سنوات نزوحها. 

“أم عبد الرحمن” مهجرة من ريف حمص، أم لأربعة فتيات تقول لنا، أجبرتني ظروفي المعيشية، على تزويج اثنتين من بناتي بعمر 14 عام، وأنا أعرف أني قد ظلمتهن بهذا الزواج المبكر، بعدما حرموا أيضاً من التعليم وعيش مرحلة الطفولة كباقي الفتيات، ولكن الفقر وضعف الحال، وموت والدهم مبكراً دفعني إلى اتخاذ تلك الخطوات، وحالتي تشابه حال كثير من الأمهات في باقي المخيمات”.

يعد الزواج المبكر والقسري للفتاة القاصر، عنفاً ممارسة بحق الفتيات، أقرته الأمم المتحدة في بيان مشترك حول أنواع العنف ضد المرأة، وتمثل قضية تزويج القاصرات أحد أبرز أشكال التمييز ضدها، وظاهرة لها نتائج خطيرة على الفتيات، منها ارتفاع حالات الطلاق بسبب نقص الوعي العقلي والنضج الجسدي لتحمل الفتاة مسؤولية الزواج ومتطلبات الزوج.

ويعتبر الزواج (مبكراً) ، إذا كان في عمر أقل من 18 عام لكل من الزوجين أو أحدهم، غير أن الشائع في مجتمعنا هو تزويج الفتاة في سن مبكرة بعد حرمانها من التعليم، تقول عاملة الدعم النفسي الاجتماعي “ربا جحا” في حديثها إلينا، إن الفتاة في هذا المرحلة غير قادرة على اتخاذ القرارات، وبالتالي يقابل قرارها برفض الزواج، بالإجبار، وتتخذ العائلة القرار نيابة عنها، إذ يعد هذا التصرف أحد أنواع العنف المبني على النوع الاجتماعي، وانتهاكاً لحقوق المرأة وحقوق الطفل أيضاً. 

وفي سياق متصل، تنظم الجمعيات الحقوقية، ومنظمات المجتمع المدني، كل عام حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، وتمتد الحملة من 25 تشرين الثاني الحالي، إلى 10 كانون الأول، حيث تكثف فيه المنظمات جهودها لأعمل من أجل القضاء على العنف ضد النساء والفتيات من خلال التوعية والأنشطة والفعاليات. 

في لقاء خاص مع الناشطة الحقوقية “حلا ابراهيم” للحديث عن الموضوع، قالت إن “المرأة بشكل عام تعاني من عدة أنواع من العنف وكلها شملها تعريف الأمم المتحدة له، منه العنف اللفظي والنفسي والجسدي والجنسي، و أيضاً هناك العنف الاقتصادي، والعنف المنزلي الذي يكون على يد أقارب المرأة وذويها كالأخ أو الأب أو الزوج، وجميعها تنطوي تحت عنوان كبير هو العنف ضد المرأة”. 

من خلال عملها في المجال الإنساني، اطلعت “إبراهيم” على عدة أنواع من العنف تواجهها المرأة في الشمال السوري، وأبرزها العنف الاقتصادي وعدم تمكين المرأة اقتصاديا ما يجعلها ضحية الفقر والعوز، ما ينتج عنه من أنواع أخرى من العنف كالزواج المبكر، أو الاستغلال. 

وفي ذات السياق، تشير الإحصاءات العالمية إلى أن امرأةً واحدةً من بين كل 3 نساء، تتعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي خلال حياتها، وهي نسبة مرتفعة جداً تدعو إلى تكثيف جهودها للتوعية بمخاطر العنف ضد المرأة، غير أن الظروف غير الطبيعية التي تعيشها غالبية النساء في الشمال السوري تجعل معاناتهن أشد ألماً وأكثر حاجة لبذل الجهود وتسليط الضوء على واقعها.