Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

“العنف الرقمي” الوجه الخفي لمنصات التواصل.. كيف نتجنب الوقوع به؟

خاص - SY24

خلق الفضاء الإلكتروني مساحة افتراضية غير آمنة، بالنسبة لكثير من النساء، إذ زادت حالات العنف الرقمي في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، واتجهت منظمات عدة مختصة بمناهضة العنف ضد المرأة بالتصدي لهذا النوع كواحد من أخطر أنواع العنف الممارس ضد المرأة، عن طريق توعية النساء والفتيات إلى مخاطر الإبحار في الواقع الافتراضي دون الحذر والوعي التام.

إذ يعد العنف الرقمي أحد أكثر أنواع العنف انتهاكًا لحقوق الإنسان، ولاسيما المرأة، باعتبارها أكثر عرضة لهذا النوع، وله آثار سلبية خطيرة على صحتها النفسية والاجتماعية حسب ما أكدته الأبحاث والدراسات بهذا الخصوص.

تقول المرشدة النفسية “نجاح محمود” في حديث خاص لمنصة SY24، إن “الفتاة قد تصل في حال تعرضت للابتزاز الإلكتروني، من قبل المتحرش المجهول أحياناً، المختفي وراء شاشات الأجهزة الذكية، إلى حالة الانتحار تجنباً للتهديدات التي تتعرض لها، نتيجة اختراق حساباتها الشخصية، أو الحصول على صور خاصة بها، أو محادثات تعرضها للخطر، ما يدفعها إلى الخضوع لرغبات المبتز بشكل مفرط أو التفكير بالانتحار للتخلص منه”.

وأضافت أنه خلال عملها في توعية النساء لمخاطر العنف الرقمي، صادفت عدة حالات من الفتيات تعرضن لأحد أشكال العنف الرقمي بسبب عدم خبرتهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أمن، وأكدت على ضرورة معرفة النساء بأساسيات الأمن الرقمي والتوعية الكافية لتجنب وقوعهن فريسة لأي مبتز أو متحرش.

ويأخذ العنف الرقمي أشكالاً عدة منها الاستغلال المادي أو الجنسي، والابتزاز، والتحرش، والتشويه، وانتحال الشخصية، والتشهير، والتنمر وغيرها من الأشكال الأخرى، وكلها تدور في فلك العنف ضد المرأة، إذ تتعرض كثير من النساء، في حياتهن اليومية، لأشكال  مختلفة من العنف، تؤثر بشكل على حياتهن الشخصية والعملية.

ووضح  فريق “سلامتك” المختص بالأمن الرقمي، من خلال حملة أطلقها عن العنف الرقمي تحت مسمى (كرت أحمر ضد الابتزاز الرقمي) الأشكال التي تتعرض لها الضحية، والتي تكون على هيئة مبالغ مالية يطلبها المبتز، أو مشاركة البيانات الشخصية، أو إرسال الصور الشخصية ومقاطع الفيديو وقد تتطور إلى أفعال أكثر من ذلك.

للحديث أكثر عن أسباب جرائم العنف الرقمي، يخبرنا “حسن الحسين” مدرب في مجال التوعية الرقمية في حديث خاص لمنصة SY24، أن “من أبرز أسباب جرائم العنف الرقمي هو غياب الرقابة القانونية على الإنترنت من قبل المؤسسات، وغياب الرقابة الأبوية على الأطفال والمراهقين، وسهولة إخفاء الهوية الرقمية، بالإضافة لضعف الوعي في استخدام الإنترنت ووسائل التواصل ومخاطره”.

يقدم “الحسين” عدة نصائح في مجال الحماية الرقمية تتلخص في عدم مراسلة الأشخاص الغرباء، واستخدام برامج التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي يراعي المبادئ الأخلاقية والأعراف الاجتماعية، إضافة إلى رفع مستوى الحماية للحسابات الشخصية واستخدام برامج المصادقة الثنائية للحسابات كي تسرق، وعدم تنزيل تطبيقات مجهولة المصدر أو خطيرة، والأهم حسب الحسين عدم ترك صور شخصية في الجوال أو إرسالها إلا في حالات الضرورة.

يضيف أنه في حال وقوع الضحية في فخ المبتزين، يجب أن تخبر أحد أفراد العائلة أو المقربين الذين يمكنهم تقديم المساعدة والوقوف بجانبها وعدم الانجرار وراء التهديدات أو تقديم مبالغ مالية للمجرم أو المتحرش وعدم الانصياع لرغباته، إضافة إلى تغيير كلمات المرور لجميع الحسابات الشخصية وتفعيل خاصيّة التحقق بخطوتين.

من الجدير بالذكر أنه انطلقت منذ أيام الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي تستمر 16 يوما بدءاً من 25 تشرين الثاني لغاية 10 كانون الأول، والتي تسلط الضوء على أنواع العنف المختلفة التي تتعرض لها المرأة، ويعد العنف الرقمي أحد أبرز أنواع العنف المستجدة والسكوت عنها.