Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مواد التدفئة الرديئة في الشمال السوري.. أشبه بقنابل موقوتة!

خاص - SY24

يلجأ كثير من الأهالي في شمال إدلب إلى الاعتماد على مواد غير صالحة للتدفئة، في أيام الشتاء الباردة، مثل اللدائن البلاستيكية ومخلفات النايلون، وقطع الكرتون، ومنهم من يضع الألبسة المهترئة والأحذية البالية في المدفأة بهدف حرقها ، كبديل رئيسي عن مواد التدفئة.

وكانت منصة SY24 قد تناولت في تقرير خاص المازوت المطروح بالأسواق في المنطقة، وبينت أن هناك نوعيات رديئة من الوقود، بسبب تكرير المحروقات بطرق بدائية، تجعل نسبة كبيرة من المواد سريعة الاشتعال تختلط بالمازوت المخصص للتدفئة، مما يؤدي إلى أضرار كبيرة على مستوى صحة الفرد، إضافة وارتفاع نسبة الحرائق المنزلية.

وأكد عدد من الأهالي التقيناهم، أن ضعف الحالة المادية دفع كثيرين منهم لشراء المحروقات الرديئة، والتي تتميز برائحة قوية كريهة، ولها قوام شحمي يتجمد في درجات الحرارة المنخفضة، الأمر الذي قد يدفع بعضهم إلى تسخينها، ما يسبب انفجارها بسرعة كبيرة، مخلفة  أضراراً بشرية ومادية كبيرة.

كما تسبب رائحة المازوت والغازات المنبعثة من احتراق المواد البلاستيكية ومخلفات النايلون أضرار جسيمة على الجهاز التنفسي، يوضحها الدكتور “زهير فجر” أخصائي أمراض صدرية، بقوله في حديثه إلينا، إن “مخلفات التدفئة الرديئة كالنايلون و اللدائن تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان و خصوصاً مرضى الربو و التحسس القصبي، وتزيد من الهجمات الربوية الحادة، والتهابات البلعوم والسعال التحسسي المتكرر، إضافة إلى أنها تسبب تسمم مباشر بالغازات الناتجة عنها قد تودي بحياة الإنسان”.

وأشار أن حالات مرضى الجهاز التنفسي والربو تزداد بشكل ملحوظ في الشتاء، رغم كل التحذيرات التي يوصي بها الأطباء بعدم اعتماد الأهالي على تلك المواد لخطرها الشديد على صحتهم، جراء استنشاق الغازات السامة والأبخرة المنبعثة خلال عملية الاحتراق، موضحاً أن معظم حالات المرضى هي بسبب استنشاق تلك الغازات.

ويعزو الطبيب اضطرار المواطنين إلى اللجوء لتلك المواد كل شتاء، إلى الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه غالبية الأسر في الشمال السوري ، والغلاء الفاحش في باقي مواد التدفئة تزامناً مع ضعف القدرة الشرائية للمواطنين.

لا تنته معاناة العوائل في الشتاء بتأمين مواد التدفئة فحسب، بل إن الأمراض الصدرية التي تلحق بهم ولاسيما الأطفال وكبار السن منهم، جراء اعتمادهم على بقايا النايلون والمواد الأخرى الضارة غير المخصصة للتدفئة، نتيجة انبعاث الغازات السامة في المنزل أو الخيمة، تسبب لهم أمراضاً تنفسية خطيرة على العائلة وخاصة الأطفال ومرضى “الربو” .

يفتح فصل الشتاء في كل عام، معاناة متجددة لمئات الآلاف من المدنيين في محافظة إدلب وريفها، ومناطق المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، بالوقت الذي يسكن في المنطقة حوالي أربعة ملايين شخص، نصفهم يقطنون في المخيمات.