Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ميليشيا مساندة للنظام تسيطر على المشغل الثالث للهواتف في سوريا

خاص – SY24

كشف تحقيق جديد صادر عن منظمات حقوقية، عن سيطرة ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني على مشغل الاتصالات الثالث في مناطق النظام السوري “وفا تيليكوم”، رغم محاولات تلك الميليشيا إخفاء أي أخبار تتعلق بسيطرتها على هذا المشغل.

وتوصل التحقيق الذي أعده كل من “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية”، وهي مؤسسة غير ربحية، و”مؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد” إلى أن شركة ماليزية هي صاحبة الأغلبية في ملكية المشغل الثالث للهواتف، ولها صلات متعددة بميليشيا “الحرس الثوري” الإيرانية.

ولفت التحقيق إلى أنه حتى عام 2019، كانت هذه الشركة مملوكة مباشرة لضابط إيراني خاضع للعقوبات بسبب تسهيل عمليات بيع نفط لصالح ميليشيا “الحرس الثوري”، كما يرتبط اثنان من مسؤوليها الماليزيين بشركات فُرضت عليهم عقوبات، لدعمهم الأخير.

وأشار التحقيق إلى أنه في كانون الثاني/يناير 2017، زار رئيس الوزراء التابع للنظام السوري، عماد خميس، إيران ووقع مذكرة تفاهم لمنح رخصة الهاتف المحمول الثالثة لشركة الاتصالات المتنقلة الإيرانية أو MCI، والتي كانت حتى عام 2018 مملوكة جزئيا لـ”الحرس الثوري” من خلال ائتلاف “موبين”.

ونقل التحقيق عن اثنين من رجال الأعمال السوريين أن “رامي مخلوف”، الذي كان يملك جزءًا كبيراً من حصص المشغل “سيريتل”، قاوم منح “MCI” الترخيص لأنه لا يريدهم أن يقتطعوا حصة “سيريتل” في السوق، أو يستخدموا نظام التجوال الوطني الخاص بها.

وفي أعقاب تأسيس شركة المشغل الجديد، في عام 2017، كانت نحو 48 في المئة من أسهمها مملوكة لشركة سورية تدعى “وفا إنفست”، شارك في تأسيسها مساعد بشار الأسد، المدعو “يسار إبراهيم” الذي قالت صحيفة “واشنطن بوست” إنه لعب دورا رئيسيا في الاستحواذ “الشبيه بأسلوب المافيا” على مشغلي الاتصالات في سوريا.  

وقال مسؤول حكومي سابق على معرفة بقطاع الاتصالات طلب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته إن شركة “ABC” المالكة للأغلبية في شركة “وفا تيليكوم” قد أنشئت في منطقة التجارة الحرة بدمشق جزئيا لإخفاء تورط طهران، حسب التحقيق.

وأشار المحللون إلى عدة أسباب قد تجعل السلطات الإيرانية حريصة على إخفاء أي استثمار في قطاع الاتصالات السوري، تكمن في تجنب جذب انتباه فارضي العقوبات أو حتى لا تخيف العملاء، الذين قد يكونون حذرين، من استخدام شبكة هاتف تابعة لقوة عسكرية أجنبية. 

ورغم أن سوريا لديها ما يكفي من المستخدمين لدعم مشغل ثالث، إلا أن الوضع الاقتصادي المتردي يلقي مزيدا من الشكوك حول مقدار الأموال التي لا يزال من الممكن جنيها من هذا القطاع.

ومطلع العام الجاري، شنّ عدد من القاطنين في مناطق النظام السوري، هجومًا لاذعًا على النظام وحكومته بعد إعلانهم عن قرب وضع “المشغل الثالث للشبكة الخليوية” في الخدمة قريبًا والادعاء بأنهم يبنون آمالًا كبيرة عليه.  

وأعرب كثيرون عن امتعاضهم من تلك التصريحات التي لا تمت للواقع بصلة، خاصة وأن وضع الشبكات الخليوية السابقة “سيريتل و MTN” تعاني الكثير من المشاكل سواء على صعيد الخدمات أو التغطية. 

ومنتصف العام 2021، أكد مصدر حقوقي لمنصة SY24، أن إيران تقف وراء مشروع المشغل الخليوي الثالث “وفا تيليكوم” في سوريا، لافتا إلى أن هذا المشروع من أهم بوابات فرض قواعد السيطرة في المنطقة، في حين أوضح مصدر آخر أن لـ “أسماء الأسد” علاقة بهذا المشروع أيضاً.