منذ بداية التدخل العسكري الروسي في سوريا أواخر عام 2015 لم يقتصر وجودها على مساندة نظام الأسد عسكرياً فحسب، وإنما بدأت تحاول التغلغل في كل المفاصل الحياتية في سوريا، لا سيما في محافظتي طرطوس واللاذقية – الأكثر احتواءً للجنود الروس-، حتى اعتبرت الأخيرة محافظة روسية بقصد أو بغير قصد.
موقع “روسيا اليوم” الناطق باللغة العربية نقل عن المتحدث باسم مركز ما يسمى “المصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا” ألكسندر سكوتشيخين” قوله إن “القوات الروسية المتواجدة في سوريا بدأت بتوزيع هدايا رأس السنة للأطفال هناك”.
وذكر المسؤول أن الجنود الروس قاموا بتوزيع أكثر من 550 كلغ من الحلوى الروسية على الأطفال في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية الروسية”، معتبراً أنها إحدى المحافظات الروسية!
صحفيون ومراقبون رأوا أن تتبع محافظة اللاذقية لروسيا قد سقط سهواً من المحرر في الموقع، ولكن في المعنى الضمني روسيا تحاول أن تجد موطأ قدم في سوريا يتيح لها جعل المحافظات السورية روسية، كما وهبها رئيس النظام السوري “بشار الأسد” ليس فقط من الناحيتين العسكرية والاقتصادية وإنما في كل مفاصل الدولة والشعب.
دخل الوجود الروسي في سوريا عامه الرابع بحجة محاربة الإرهاب في سوريا، بالرغم من أن روسيا قالت في بداية تدخلها إنها لن تستمر في سوريا سوى لأربعة أشهر، في حين تبرهن كل الاتفاقيات الاقتصادية (منها لـ 50 عاماً) والعسكرية والسياسية على أن روسيا تعتبر نفسها وصية على المحافظات السورية، وقد يكون الخطأ من المحرر في التقرير لم يسقط سهواً وإنما ترجمةً للنوايا الروسية على المدى البعيد.
