Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

رغم الظروف المعيشية.. حوالات مالية تصل من الشمال السوري إلى مناطق النظام!

خاص - SY24

يقتطع الشاب “محمد” 25 عام، من أجرته الأسبوعية مبلغ بسيطاً، يجمعه على مدار الشهر، ليرسله إلى أهله في ريف دمشق، وهو شاب مهجر إلى الشمال السوري، يعمل في صيانة السيارات بمدينة إدلب منذ خمس سنوات. 

يقول “محمد” في حديثه إلينا، إن “أهله يعانون ظروفاً معيشية صعبة، يعجزون فيها عن تأمين لقمة العيش ومواد التدفئة، وأبسط مقومات العيش، وبعد أن كانوا يرسلون له مبالغ مالية قبل عدة سنوات، أصبح اليوم هو من يرسل إليهم بسبب الغلاء الفاحش في مناطق سيطرة النظام”. 

تدهورت الليرة السورية في الآونة الأخيرة بشكل كبير، ووصل سعر صرف الدولار اليوم الاثنين حوالي 6000 ليرة سورية، وبلغت الليرة التركية حوالي 330 ليرة سورية، حسب ما رصدته منصة SY24. 

 يرسل “محمد” مبالغ متفاوتة كل فترة، عن طريق معارف له، وليس عن طريق مكاتب الحوالة، كما أنها تتم بنوع من السرية خوفاً على أهله من الاعتقال، وقد سجلت عدة حالات اعتقال لأشخاص يتواصلون مع ذويهم في الشمال السوري، حسب ما أكدته مصادر محلية لمراسلتنا. 

في حين يشترك “علاء ” مهجر من مدينة التل بريف دمشق إلى شمالي سوريا، بمجموعة “وتس آب” تشمل المهجرين من أبناء مدينته، وعندما يريد إرسال مبلغ لأهله يسأل بقية الأشخاص على المجموعة إن كان أحد منهم يريد استلام مبلغ من ريف دمشق مقابل إعطائه له يداً بيد هنا في مكان سكنه. 

وبات معظم الأهالي يعتمدون على الحوالات الخارجية التي يتقاضونها عن طريق المقايضة، أو عبر وسطاء اختصوا في هذا العمل بشكل سري خلال الفترة الماضية. 

يقول في حديثه إلينا رغم أن “الأوضاع في الشمال السوري ليست بأفضل حال، ولكن وضع أهله في مناطق سيطرة النظام باتت سيئة للغاية، وهو ملزم كل شهر بإرسال مبلغ 400 ليرة تركية ثمن دواء لوالدته المريضة”. 

يؤكد عدد من الأهالي التقيناهم أنهم يعتمدون على الحوالات المالية المرسلة من أبنائهم وأقاربهم المهجرين سواء في الشمال السوري أو في دول الجوار إلى أن هذا العام شهد ارتفاعاً واضحاً في إرسال الحوالات من محافظة إدلب إلى الداخل السوري، مستغلين فرق العملات بين المنطقتين. 

كذلك ينتشر الوسطاء في جميع المناطق، يعملون كشبكة منظمة غير رسمية، تتم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج الاتصالات، وتتم بسرية تامة، خوفاً من الملاحقات الأمنية. 

يذكر أنه في السنوات الأخيرة شددت حكومة النظام من إجراءات إرسال الحوالات من دول الخارج، وضيقت الخناق على السوريين في التعاملات المالية، حيث ألقت القبض على كثير من الأشخاص الذين تعاملوا بالدولار، ولاسيما التجار في السوق السوداء، وأغلقت  عدداً من مكاتب الصرافة التي تتعامل بتحويل الأموال عبر طرق غير رسمية.

ورصدت منصة SY24 في تقارير سابقة، عدة عمليات مداهمة لقوات النظام والأجهزة الأمنية بأسواق عدة في مختلف المناطق، بالإضافة إلى أحياء مدينة دمشق، واعتقلت عدداً من المدنيين أصحاب المحلات التجارية، لمجرد تعاملهم بغير العملة السورية.