Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تجارة رابحة تتسبب بتنافس الميليشيات وتهديد الأهالي بدير الزور

خاص - SY24

يستعد أبناء ريف ديرالزور، الخاضع لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، لجمع محصول الكمأة من منطقة البادية السورية على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة له بعدم التوغل كثيراً في عمق البادية، تجنباً لتكرار الحوادث التي وقعت العام الماضي والتي قتل فيها عدد من أبناء المنطقة أثناء جني المحصول.

 

حيث يعد فطر الكمأة من أغلى الفطور الموجودة في سوريا وبيعت العام الماضي بسعر تجاوز الـ 100 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، وسط إقبال ضعيف من الأهالي الذين فضلوا شراء كميات قليلة منه على عكس قادة الميليشيات ومسؤولي النظام السوري في مدينة دير الزور، والذين سيطروا على تجارة فطر الكمأة العام الماضي بغرض بيعه خارج البلاد بأسعار مرتفعة.

 

مصادر خاصة من مدينة ديرالزور تحدثت عن ارتفاع وتيرة التنافس بين ميليشيا الفرقة الرابعة في جيش النظام السوري وبين ميليشيا الدفاع الوطني، بعد قيام الأخيرة بتنبيه الأهالي بضرورة عدم الذهاب وحدهم إلى منطقة البادية السورية من أجل جني محصول الكمأة، خوفاً من تعرضهم للقتل بسبب تواجد كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة المزروعة في المنطقة، ناهيك عن تخويفهم من التعرض للخطف على يد خلايا تنظيم داعش التي تنتشر في البادية.

 

المصادر ذاتها أكدت أن قائد ميليشيا الدفاع الوطني فراس العراقية طلب من أبناء ريف ديرالزور الغربي الانضمام إلى أحد المعسكرات التي تديرها ميليشيا الدفاع الوطني في المنطقة، من أجل العمل تحت إشراف وحراسة الميليشيا خوفاً من تعرضهم لأي حادث يتسبب بمقتلهم أو اصابتهم، بشرط تقاسم الأرباح الناجمة عن بيع حصول الكمأة معه وبالنسبة التي يحددها.

 

فيما ذكرت هذه المصادر قيام ميليشيا الفرقة الرابعة بتجهيز عدد كبير من عناصرها المنحدرين من ريف ديرالزور الشرقي والغربي والجنوبي استعداداً لاستخدامهم في جني محصول الكمأة من منطقة البادية السورية، من أجل تجميعها وتصديرها إلى العراق ومنها إلى الخليج وبيعها هناك بأضعاف سعرها بالتعاون مع ميليشيا الحرس الثوري الإيراني.

 

التنافس بين ميليشيا الدفاع الوطني وميليشيا الفرقة الرابعة في جيش النظام دفع الأهالي الراغبين في البحث عن مادة الكماة بالتفكير مجدداً قبل الإنطلاق في مثل هذه الرحلات، خوفاً من تعرضهم للقتل او الاختطاف على يد عناصر الميليشيات الإيرانية التي ارتكبت العام الماضي عدة مجازر بحق أبناء ريف ديرالزور، كان أبرزها قتل أكثر من 20 شخص من أبناء بلدة الخريطة أثناء بحثهم عن فطر الكمأة بالقرب من بلدتهم.

 

“أبو محمد”، أحد أبناء مدينة ديرالزور، ذكر أن “الكمأة بالنسبة لأهالي المدينة بات مثل الحلم بسبب ارتفاع سعرها وخاصة مع ارتفاع الأسعار الذي تشهده المدينة، مع التوقعات بأن يصل سعر الكيلو الواحد من هذا الفطر إلى أكثر من 200 ألف ليرة سورية هذا العام، أي ما يعادل ضعفي راتب الموظف العادي في مؤسسات النظام، لذلك فإن الذين يشترون هذا المحصول هم التجار الكبار ومسؤولي النظام وقادة الميليشيات المسلحة المرتبطين بهم”، على حد قوله.

 

وقال في حديثه لمنصة SY24: إن “العام الماضي شهد بيع كيلو الكماة الواحد بـ 100 ألف ليرة سورية وذلك بسبب المخاطرة الكبيرة التي قام بها أبناء المنطقة في عملية جمعها وإدخالها إلى المدينة، مع فرض الحواجز العسكرية إتاوات مالية على هذا المحصول بالإضافة إلى انتشار الميليشيات الإيرانية في البادية السورية وقيامها بتخويف الأهالي وإطلاق النار باتجاههم لتمنعهم من جني هذا المحصول الذي يدر أرباحاً طائلة لهم”.

 

وأضاف أن “التنافس بين الميليشيات المسلحة على جني محصول الكمأة في البادية السورية ليس جديداً والجميع يحاول تحصيل أكبر كمية منه من أجل بيعه في الداخل السوري، على غرار ما يحاول قادة ميليشيا الدفاع الوطني فعله، أو تصديره إلى العراق مثلما تفعل المليشيات الإيرانية وميليشيا الفرقة الرابعة كل عام، فيما يبقى أبناء المنطقة محرومون من هذا الفطر في ظل ارتفاع سعره وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف شرائه”.

 

والجدير بالذكر أن الميليشيات الإيرانية قد ارتكبت خلال السنوات الماضية، عدة مجازر بحق أبناء ريف ديرالزور أثناء عملهم بجمع الكمأة في البادية السورية، وذلك عن طريق اختطاف عدد منهم وإعدامهم ميدانياً واتهام تنظيم داعش بتنفيذ هذه الجرائم، أو عبر زرع كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة بالقرب من المناطق السكنية وعدم تحذير الأهالي من وجودها، ما تسبب بمقتل عدد منهم وإصابة آخرين بعاهات دائمة وسط حالة من اللامبالاة لدى قادة وعناصر الميليشيات الإيرانية.