Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما مصير الدورة 102 في جيش النظام وهل قرر الأسد الاحتفاظ بها لسنوات طويلة؟

مصطفى عبد الحق – SY24

تتزايد الأحاديث والأخبار في كل فترة، عن نية النظام السوري تسريح “الدورة 102″، والتي مضى على التحاقها بصفوف النظام ثمان سنوات، وسط حالة استياء كبيرة في صفوف الجنود وذويهم لطول فترة خدمتهم، وباتوا يتخوفون من أن يحتفظ الأسد بتلك الدورة لسنوات طويلة، بعد أن باتت أطول دورة يتم الاحتفاظ بها في تاريخ سوريا.

وتناولت صفحات ومواقع موالية للنظام قبل أيام، أن وزارة الدفاع في حكومة النظام قررت تسريح “الدورة 102″، وانتشر خبر التسريح بشكل مكثف جداً على صفحات التواصل الاجتماعي، دون أي تأكيد رسمي من المصادر العسكرية المختصة.

والتحقت “الدورة 102” بصفوف النظام منذ أيار عام 2010، وكان من المفترض أن يتم تسريح عناصرها في بداية 2012، إلا أن تصاعد العمليات العسكرية دفعت الأسد إلى الاحتفاظ بها حتى الآن.

صدمة لعناصر النظام

وقال مصدر خاص لــ SY24 فضّل عدم الكشف عن اسمه: إن “عناصر الدورة 102 تلقوا برقيات شفهية من قبل ضباطهم في القطع العسكرية التي يخدمون فيها، مفادها أنه سيتم تسريحهم خلال أيام، ولكن بعد فترة استفسر العناصر عن موضوع التسريح، فتم ابلاغهم بأنه تم تأجيل قرار تسريحهم، دون أن يتم ذكر الأسباب، ما خلق حالة من الصدمة العارمة لدى العناصر”.

بدورها نشرت قاعدة “حميميم” الروسية قبل أيام، تعليقاً صادماً على صفحتها رداً على رسالة لأحد المجندين، أرسلها إلى صفحة القاعدة على موقع فيس بوك، يطلب منها تحديد مدة زمنية لفترة التجنيد الإجباري.

وعلقت القاعدة على الرسالة بالقول: “توحي التعقيدات الميدانية على الأرض بوجود صراعات جديدة في الأفق، تستلزم دفاع السوريين عن أراضيهم ضد التدخل البري غير الشرعي من قِبَل دول الجوار أو غيرها، ما يوحي بعدم وجود نية للنظام بتسريح الملتحقين بصفوفه منذ 2010”.

كما سبق أن أفاد رئيسِ دائرةِ التجنيدِ الوسيطةِ في جيش النظام العقيد عماد إلياس لصحيفة الوطن الموالية، أنّه لم يصدر أيّ قرارٍ رسميٍّ حتّى الآن بتسريحِ “الدورة 102″، زاعماً “بوجودِ مُقترحاتٍ حولَ هذا الأمرِ من منطلقِ أنَّ الدولةَ تبحثُ دائماً عن مصلحةِ المُقاتلِين وأبنائها عموماً”.

وقال أحد المجندين لدى النظام لـ SY24 طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية: “بعد وصول خبر التسريح شعرنا بالسعادة، وأعلمت أهلي أن يطلبوا لي الفتاة التي أريد، وبالفعل تمت الخطبة على أمل أن أقوم بحفلة الخطوبة حين يتم تسريحي قريباً، ولكن بعد أن استفسرت مجدداً عن الموضوع صُدمت أنه تم تأجيل قرار التسريح”.

وأضاف المجند “حاولت منذ مدة الانشقاق عن جيش النظام حين حصلت على إجازة، ولكن تم اكتشاف أمري، وتعرضت لعقوبة السجن لمدة طويلة ثم تمت إعادتي إلى القطعة العسكرية، وفي كل مرة ينتشر خبر تسريحنا نكتشف فيما بعد أنه مجرد إشاعة، ومضى على خدمتنا ثمان سنوات، ولم يكترث الأسد بنا أبداً، وكثير من العناصر سئموا من هذا الواقع المزري”.

ووجّه بعض المجندين لدى النظام خلال السنوات الماضية مناشدات لتسريحهم، وأطلقوا عدة حملات على “الفيس بوك” أبرزها “بدنا نتسرح” و من حقي أتسرح ومن حقي أن أعيش”، وأكدوا خلالها عبر منشورات عدة على ضرورة تسريحهم بأسرع وقت، بعد أن أمضوا سنوات في الخدمة الاحتياطية، إلا أن النظام لم يستجب لنداءاتهم.

لماذا لا يُسرّح الأسد الدورة “102”؟

وفي سياق متصل يزداد التساؤل حول مصير “الدورة 102″، ولماذا لا يقوم النظام بتسريحها؟، وفي هذا الإطار قال مدير تحرير شبكة “الشرق نيوز” فراس علاوي لـ SY24: إن “النظام يعاني من نقص كبير في صفوف جيشه نتيجة حالات القتل الكثيرة التي تعرض لها عناصره وضباطه خلال المعارك على مدار السنوات الماضية، فضلاً عن الانشقاقات العديدة التي حصلت في صفوفه”.

وأضاف علاوي أن “التقدم الكبير للنظام على الأرض، لا يعني أنه أصبح بأمان وسيُسرّح الدفعات التي لديه، وإنما على العكس، فكلما تقدم على الأرض فهو بحاجة لعناصر أكثر تتمركز ضمن المناطق المُسيطر عليها لضبطها وتفادي أي عمليات لاستعادتها من الطرف الآخر”.

وأشار علاوي إلى أنه “في حال التوصل لأي اتفاق سياسي، سيكون أحد بنوده إنهاء وجود المليشيات وعودتها، وهذا سيترك فراغاً أيضاً في صفوف جيش النظام، وهو ما يُفسر عدم تسريح النظام الدورة 102″، مضيفاً “أعتقد أن النظام قد يحتفظ بتلك الدورة لسنوات طويلة، إلا إذا صدر وقف إطلاق شامل برعاية أممية، عندها ربما تحدث إعادة تشكيل للجيش مجدداً، وممكن للنظام أن يُسرح بعض العناصر، ويحتفظ ببعض الاختصاصات المهمة”.
في حين قال المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة لـ SY24: “عناصر الدورة 102 وخلال قتالهم في جيش النظام لثمان سنوات، اكتسبوا خبرة كبيرة في ميدان القتال، وبالتالي النظام يحتفظ بهم للاستفادة من خبراتهم، كما أن نسبة التحاق الشبان في صفوف جيش النظام ضمن الخدمة الإلزامية ضئيلة، إضافةً إلى أن الأشخاص الذين يلتحقون فيما يُسمى المصالحات، يخدمون ضمن مناطقهم فقط، وبالتالي النظام بحاجة إلى عناصر تغطي مختلف المناطق في سوريا”.

وأضاف حمادة أنه “رغم وجود الشبيحة والميليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام، فإن هؤلاء يعملون بشكل فردي، وبالتالي النظام لا يستطيع التعويل عليهم لأنهم مجرد مرتزقة يعملون مقابل المال أو أجندات خاصة، أما العناصر ضمن القطع العسكرية يكون عملهم في جيش النظام منتظماً ومضبوطاً، وبالتالي كل المؤشرات السابقة تدل على أن النظام لا نية له بتسريح الدورة 102، وكل ما يصدر من أخبار عن ذلك مجرد شائعات لرفع معنويات عناصره وامتصاص غضب الموالين”.