Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ليلة واحدة غيرت حياة آلاف العائلات في الشمال السوري

خاص - SY24

لم تعد عائلة “أم محمود” مهجرة من ريف دمشق، تقيم في قرى ريف إدلب، تحصي المرات العديدة من النزوح التي عايشتها خلال سنوات الحرب الماضية، ليكون آخرها فاجعة الزلزال الذي ضرب عدداً من المناطق شمال سوريا، وخلف آلاف الضحايا والمصابين والعائلات المنكوبة، التي نزحت مجدداً من منازلها إلى مختلف المناطق.

تقول السيدة الثلاثينية “أم محمود” في حديث خاص إلينا، إن منزلها تصدع بشكل كبير، وزادت الهزات الارتدادية من تضرره، إلا أن شعرت بخطر كبير على أطفالها، وفضلت مرارة النزوح على البقاء تحت رحمة الجدران المتصدعة.

لجأت العائلة كحال آلاف العائلات، إلى منزل أحد أقاربها في مخيمات كفر لوسين شمال إدلب، فيما ذهب آخرون إلى مراكز الإيواء، بشكل مؤقت، ومنهم من عاد إلى المخيمات القماشية إن وجدت، ريثما يتمكنون من الاستقرار مجدداً.

تقول السيدة، بين ليلة وضحاها تحولت منازلنا الاسمنتية إلى مقابر جماعية، دفنت تحت حطامها عائلات بأكملها وحولت كثيراً من الأهالي الناجين إلى نازحين مشردين، من مختلف المدن المنكوبة.

إذ تركزت معظم الأبنية المنهارة في مدن حارم وسلقين وسرمدا، وغيرها في محافظة إدلب، وفي منطقة جنديرس والأتارب وترمانين في ريف حلب، وذكر بيان “للدفاع المدني السوري”، أن “حصيلة الأبنية المنهارة بشكل كامل جراء الزلزال بلغ نحو 550 مبنى، بينما بلغ عدد المباني التي تضررت بشكل جزئي أكثر من 1570، في مختلف المناطق التي ضربها الزلزال شمال غربي سوريا، واستجابت لها الفرق”.

بعد الانتهاء من مراحل الإنقاذ والبحث عن ناجين، بدأت مرحلة البحث عن مأوى للخارجين من تحت الأنقاض، والنازحين من المنازل المتصدعة والآيلة للسقوط، كحال” أم محمود” في ظل الظروف المناخية الباردة، وعجز واضح في الاستجابة لآلاف العائلات النازحة، وتأخير وصول المساعدات إلى الشمال السوري، وتخاذل الأمم المتحدة تجاه أهالي تلك المناطق.

فيما لم تجد عائلة “أم فداء” مأوى لدى أقاربها، فقصدت مراكز الإيواء التي أقيمت كاستجابة طارئة لاستيعاب العائلات المنكوبة، حيث خصصت خيمتين كبيرتين واحدة للنساء والأطفال الصغار وواحدة للرجال، إلى حين إيجاد حل أخر في الأيام القادمة.

كذلك واصلت فرق الدفاع المدني والمجموعات التطوعية، بمساعدة الأهالي النازحين عن طريق تجهيز مراكز إيواء مؤقتة، بعد فرش الأرضيات بالحصى، لتخفيف معاناة المدنيين في أيام الشتاء الماطرة.

يذكر أن مراكز الإيواء تعد حلاً سريعاً ومؤقتاً للأهالي المتضررين وأصحاب المنازل المتصدعة وقد حذرت فرق الدفاع من السكن في الأبنية المتضررة ولو بشكل جزئي، و ضرورة وإبلاغ عنها واخلائها بأسرع، ولا سيما مع استمرار الهزات الارتدادية حتى اليوم.