Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

انقطاع التيار الكهربائي بقرى ريف الرقة يزيد من معاناة الأهالي

خاص - SY24

تعاني قرى ريف الرقة الشرقي من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي منذ ما يقارب الأسبوعين على خلفية الأعطال التي ضربت المحولات الرئيسية فيها نتيجة الأحوال الجوية السيئة التي شهدتها المنطقة سابقاً، وعدم قيام مؤسسات “الإدارة الذاتية” بإصلاح هذه الأعطال على الرغم من تقديم الأهالي العديد من الشكاوى لمجلس الرقة المدني ودائرة الكهرباء التابعة له.

 

انقطاع التيار الكهربائي المستمر زاد من معاناة الأهالي الذين اضطر معظمهم للاستعانة بالمولدات التي تعمل بالديزل أو البنزين من أجل توفير الكهرباء لهم، في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وعدم توافرها بشكل دائم، فيما اضطرت العائلات الفقيرة إلى استخدام الشموع والكاز لتوفير الإنارة لهم و لعائلاتهم.

 

لجنة الكهرباء التابعة لـ “الإدارة الذاتية” قالت إنها “تعمل على إصلاح الأعطال التي أصابت محولات الكهرباء في قرى ريف الرقة، غير أن هذه العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً لعدم وجود أي مولدات بديلة داخل مستودعاتها وعدم توافر ميزانية مالية من أجل استيراد مولدات جديدة من خارج مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وبالذات مع استمرار إدارة معبر سيمالكا، الواصل بين شرقي سوريا وكردستان العراق، بإغلاقه أمام دخول البضائع”.

 

مراسل منصة SY24 في مدينة الرقة ذكر أن عدد العائلات المتضررة من انقطاع التيار الكهربائي عن قرى وبلدات الريف الشرقي وصل لأكثر من 1000 عائلة، تعاني غالبيتها من أوضاع معيشية صعبة دفعتها للبقاء في الظلام لعدة ايام بسبب عدم قدرتها على تحمل تكاليف الاشتراك بالمولدات الكهربائية العامة ” الأمبيرات”، وأيضاً صعوبة شراء المحروقات اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة.

 

فيما أكد المراسل أن انقطاع التيار الكهربائي تسبب بخسائر كبيرة لعدد كبير من التجار الذي يملكون بضائع مخزنة داخل الثلاجات والمبردات مثل اللحوم ومشتقات الحليب وغيرها من المواد، وذلك بعد قيامهم ببيعها بنصف القيمة أو بالدين خوفا من تلفها، ما أثر بشكل مباشر على الأسعار في السوق المحلية والتي شهدت تذبذباً كبيراً خلال الفترة الماضية، دفعت بعض التجار إلى التوقف عن استيراد أنواع معينة من البضائع الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعارها.

 

“عمار الحسين”، من سكان بلدة المنصورة بريف مدينة الرقة الشرقي، ذكر أن “عائلته تعيش في ظلام دامس منذ عدة أيام لعدم قيام دائرة الكهرباء في البلدة بإصلاح الأعطال التي أصابت المولدات، وعدم قدرته على الاشتراك بالأمبيرات بسبب غلاء أسعارها وتحكم أصحابها بها وقطعها عليهم دون أي سبب يذكر”، على حد قوله.

 

وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 في الرقة قال:” انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة تسبب بخسائر كبيرة للتجار والمواطنين على حد سواء، وتتحمل الإدارة الذاتية جزءاً من هذه الخسائر، في الوقت الذي يتحمل فيه المواطن الجزء الآخر كونه يستخدم الطاقة الكهربائية دون تقنين أو توفير، ويقوم بتشغيل كافة الأجهزة الكهربائية التي يملكها دفعةً واحدة، ما زاد من الحمل على الشبكة وتسبب بانهيارها”.

 

وأضاف:” في حال تم إصلاح الشبكة الكهربائية عما قريب فعلى الإدارة الذاتية نشر برامج للتوعية بضرورة تقنين الاستعمال للطاقة وعدم الضغط على الشبكة خاصة في فترة الذروة المتمثلة في ساعات الظهيرة أو ساعات المساء، وقيامها بمحاسبة الذين يقومون بسرقة خطوط كهرباء إضافية ومدها إلى منازلهم ومحالهم التجارية وتطبيق عقوبات رادعة بحقهم”.

 

والجدير بالذكر أن قطاع الطاقة في عموم مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا يعاني من ضعف شديد نتيجة الأعطال المتكررة التي تصيب الشبكة بين الحين والآخر، وعدم توفر مولدات ومحولات كهربائية احتياطية، ناهيك عن انخفاض منسوب نهر الفرات وعدم قدرة سد الفرات على توليد الطاقة الكهربائية الكافية لتغطية جميع مدن وبلدات المنطقة، ناهيك عن ارتفاع واضح في أسعار المحروقات التي تعتمد عليها المولدات الضخمة لتوفير الكهرباء للأهالي.