Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الوردة الدمشقية تزهر في بساتين إدلب وتدخل مرحلة الاستثمار 

خاص - SY24

بعد عدة أشهر من زراعة شجيرات الوردة الدمشقية في ريف إدلب الشمالي، يستعد المزارع “أبو أحمد الشامي” مهجر من مدينة داريا في الغوطة الغربية بريف دمشق، لحصاد موسم الورود التي زرعها في أرض استأجرها، تقع ما بين بلدتي “حزانو” و”كلي”، كتجربة هي الأولى من نوعها في مناطق إدلب، من حيث المساحة المزروعة، واستثمار عشرات الدونمات في إنتاج محصول الوردة الدمشقية.

تشتهر مناطق سوريا بشكل عام بزراعة وإنتاج هذا النوع من الورد ويعرف بأسماء عدة منها الوردة الجورية، الشامية، والورد السلطاني، الورد المحمدي، وهو من أقدم أنواع نبات الورد، ويستخرج منه زيت عطري شهير وهو زيت الورد كما يدخل في صناعة العطور مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، فضلاً عن صناعة المربيات وشراب الورد.

يقول المهندس “موسى البكر” في حديث خاص لمنصة SY24: إن “الظروف المناخية في إدلب مناسبة جداً لزراعة الوردة الشامية، وتحتاج إلى رطوبة متوسطة، وهي موجودة بالأصل في الشمال السوري، ولكن بكميات محدودة، مثل حدائق المنازل وفي المشاتل والأراضي الزراعية، وليست على مساحات واسعة كما هي اليوم، حيث دخلت مجال الإنتاج والاستثمار على يد الأهالي المهجرين من ريف دمشق والغوطة، كونهم على دراية بتفاصيل زراعتها واستثمارها بشكل أكبر كحال المزارع أبو أحمد”.

إذ يزرع اليوم حوالي 20 دونم في بلدة كللي، بعد تجربة قام بها العام الماضي بمساحة صغيرة، ليصبح مشروعه الزراعي هذا العام أكبر وذو إنتاج أكثر، مع زيادة تكاليف الزراعة والإنتاج، يقول في حديثه إلينا: إن” تكلفة الدونم دون أجرة الأرض تراوحت ما بين 100_ 150 دولار، فهي وتحتاج إلى ري مستمر عن طريق مرشات خاصة توزع المياه بكميات مناسبة معتدلة بين الحقول، وعناية بسيطة من ناحية رشها بالمبيدات الحشرية الفطرية، إضافة إلى تكاليف قطافها من قبل العمال فهي تحتاج عدداً من اليد العاملة لحصاد الموسم.

يبدأ إنتاج الورد الدمشقية من شهر أيار الحالي، ويستمر إلى آخر شهر تشرين الثاني، حسب ما أكده “أبو أحمد”، ويخصص أول شهرين لقطاف بتلات الورد وبيعها في السوق المحلية لصناعة المربيات وشراب الورد، وفي آخر الأشهر يقد تقطف الأزرار الصغيرة وتجفف ثم وتباع.

يبلغ سعر كيلو بتلات الورد اليوم في السوق المحلية 25 ليرة تركية، يقول “أبو أحمد” إنه حاجة السوق كبيرة مقارنة بالكميات الموجودة في الحقول، لذا فإن التصدير يكون على مستوى ضيق جداً.

ويؤكد المهندس “موسى البكر” أن استخدامات الوردة الدمشقية كثيرة، وأهمها دخولها في صناعة العطور والزيوت وماء الورد، لأغراض تجميلية ولكن مشاريع تقطير الوردة ليست متوفرة بالشكل الكامل حاليا في إدلب، باستثناء مشاريع صغيرة جداً ومحدودة، وهناك مشاريع قيد التجربة أيضا ويتوقع المهندس مستقبلاً جيداً لإنتاج وترويج الوردة الدمشقية في إدلب في السنوات القادمة.

تعطر رائحة الورد الجوري حقول وبساتين ريف إدلب، ويغطي اللون الوردي مساحات واسعة من الأراضي اليوم، إذ دفعت التجربة عدة مزارعين إلى استثمار مساحات واسعة من الأراضي في ريف إدلب لزراعة كميات كبيرة منها بغرض الإنتاج والتسويق، ولاقت رواجاً كبيراً في أسواق المدينة، إقبال من الأهالي على شرائها.