Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في ديرالزور.. لماذا كثفت الميليشيات من تواجدها وألغت إجازات عناصرها؟

خاص - SY24

شهدت عدة مدن وبلدات في ريف ديرالزور الشرقي تحركات مكثفة للميليشيات الإيرانية المتواجدة فيها عبر قيامها بزيادة عدد عناصر الحراسة على مقراتها العسكرية والمدنية في المنطقة ومنع دخول المدنيين وعناصر قوات النظام إلى المربعات الأمنية التي تسيطر عليها في المدن الرئيسية، بالإضافة الى تسيير العديد من الدوريات العسكرية الراكبة والراجلة في الأحياء القريبة من مقراتها واعتقال عدة أشخاص بتهمة التجسس أو تصوير مواقعها العسكرية.

تحركات ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وباقي الميليشيات التابعة لها تركزت في مدينة ديرالزور ومدن البوكمال والميادين والعشارة والقورية وحطلة، بالإضافة إلى قيامها بتعليق إجازات جميع منتسبيها المحليين والأجانب واستدعاء كافة عناصرها بمن فيهم المصابين والإداريين، وإنشاء عدة نقاط عسكرية جديدة على طول السرير النهري الذي يفصلها عن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، مع إعطاء عناصرها تعليمات بضرورة ارتداء اللباس العربي المحلي بهدف التمويه.

مراسل منصة SY24 في ديرالزور قال إن التعزيزات العسكرية والتحركات المكثفة التي تقوم بها الميليشيات الإيرانية خلال الآونة الأخيرة، جاءت بعد الإشاعات التي تتحدث عن نية جيش سوريا الحرة و”قسد” اقتحام مدن وبلدات الريف الشرقي لتحريرها من الميليشيات الإيرانية بالتعاون مع التحالف الدولي، وقطع طرق إمداد هذه الميليشيات من العراق وإعادة المنطقة إلى حاضنتها المحلية وتصفية جميع أذرع  طهران فيها.

المراسل أوضح أن هذه الإشاعات أثارت حالة من الخوف والهلع لدى عناصر ومنتسبي قوات النظام والميليشيات الموالية لها بشكل عام ولدى عناصر الميليشيات الإيرانية بشكل خاص، وذلك بسبب العداء الكبير الذي يكنه أهالي وأبناء ديرالزور ضدهم نتيجة الممارسات التي يقومون بها ومحاولتهم تغيير ديمغرافية المنطقة عبر تشييع أبنائها واستغلال الوضع الاقتصادي السيئ للأطفال والعائلات التي فقدت معيلها خلال السنوات الماضية.

فيما أكد المراسل قيام عدد كبير من عناصر الميليشيات الإيرانية المحليين بالهرب من نقاط الرباط التي تم فرزهم فيها في وقت سابق وخاصة تلك التي تقع على السرير النهري في مدينة البوكمال، وقيامهم بالعبور الى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة بالتنسيق مع عدد من أقاربهم في المنطقة، مع تقديمهم تعهد بـ”عدم العودة إلى مناطق النظام أو العمل مع الميليشيات الإيرانية مجدداً”.

“مها العبد”، من أهالي مدينة البوكمال، قالت: إن “شائعة تحرير مدينة البوكمال على يد جيش سوريا الحرة وقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي باتت هي الشغل الشاغل للأهالي، الذين أبدوا استعدادهم لاستقبال تلك القوات بحفاوة في حال قدومها كونها سوف تخلصهم من قوات النظام والميليشيات الإيرانية التي عاثت فساداً في المدينة وحاولت العبث بتاريخها ومعتقدات أبنائها ونشرت الفساد والمخدرات بين شبابها”، على حد وصفها.

وقالت في حديثها مع مراسلة منصة SY24 في المدينة: إن “الميليشيات الإيرانية والمحلية ستهرب من المنطقة عند أول قذيفة بسبب خوف عناصرها من خيانة قادتهم وضباط النظام، وأيضاً لأنهم دخلوا هذه الميليشيات بسبب النفوذ والسلطة الممنوحة لهم وسوف يتخلون عنها فوراً عند اقتراب قوات التحالف من المكان”.

والجدير بالذكر أن مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي تحولت إلى كبرى قواعد الميليشيات الإيرانية في المنطقة منذ دخولها إلى المنطقة عقب انسحاب تنظيم داعش منها في عام ٢٠١٧، حيث استولت على ممتلكات المواطنين وأراضيهم الزراعية وحرمت أكثر من نصف مليون مدني من العودة إلى قراهم بعد توجيه تهديدات لهم بالقتل أو الاعتقال، ناهيك عن محاولة تلك الميليشيات طوال السنوات الماضية نشر الديانة الشيعية بين الأهالي عبر استغلال الأوضاع الاقتصادية لهم مستهدفة الأطفال والنساء الأرامل، ناهيك عن نشرها المخدرات بكميات كبيرة بين أوساط الشباب لإحكام سيطرتها على المجتمع المحلي المحافظ.