Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بيئة العمل الإعلامي في الشمال السوري.. هل أنصفت الإعلاميات؟ 

SY24 -خاص

تغير ملحوظ شهدتها بيئة العمل الإعلامي في الشمال السوري بالنسبة للصحفيات والناشطات العاملات في الحقل الإعلامي، سواء من ناحية الوجود والتمثيل في الأجسام الإعلامية المتعددة أو في العمل الميداني، وهو نتيجة طبيعية للجهود المبذولة من قبلهن خلال السنوات الماضية،حسب قول من تحدثنّ إليهن.

تقول “سوسن الحسين” كاتبة صحفية، تعمل في عدة مواقع إعلامية: إن “الفترة الماضية كان العمل الإعلامي في منطقة إدلب فعالاً على مستوى الجهات الداعمة والممثلة للصحفيات بالداخل (شبكة الإعلاميين السوريين، رابطة الإعلاميين، اتحاد إعلاميي حلب وريفها)، عن طريق إشراكهن بالأنشطة والفعاليات والتدريبات وغيرها، إلاّ أنها على المستوى الحكومي للجهات الموجودة على أرض الواقع فهو شبه معدوم، من جميع النواحي، مثلاً من ناحية تقديم دعوة للإعلاميات لحضور مؤتمرات وفعاليات أو ندوات.

وأضافت في حديثها إلينا، أن “الاقصاء ليس فقط على حضور فعاليات معينة، بل من ناحية استثناء الإناث  في مجال التخصص الجامعي بدراسة الإعلام، وعدم فتح المجال أمامهن في جامعة إدلب المفتتحة حديثاً، ما يضطر الرغبات في دخول تخصص الإعلام ذهاب إلى منطقة أعزاز في ريف حلب وهذا فيه مشقة كبيرة على الطالبات”.

وأكدت أن التطور في وجود الإعلاميات بالمنطقة بشكل فعال هو نتيجة جهود وسعي شخصي من الصحفيات وكذلك المؤسسات العاملات فيها، بعضها وليس كلها.

وترجع الصحفية “ميسا محمود” التطور في عمل الإعلاميات إلى الوعي  بأهمية دور المرأة في المجال الإعلامي، وتغيير الصورة النمطية في المجتمع، وكسر حاجز الخوف، مشيرة إلى أهمية التدريبات في صقل خبراتهن وعملهن.

إذ تعتبر العادات والتقاليد الاجتماعية التي كسرت من قبل عدد من قبل العاملات في المجال الإعلامي، أحد أبرز الصعوبات التي تواجههن في الشمال السوري، إلا أن الوضع الأمني، والقصف شبه اليومي الذي تتعرض له مدن وبلدات الشمال السوري، تهدد أمن وسلامة الصحفيين /ات بشكل مباشر، وجعلت تلك المخاوف تحد من وجودهن في أرض الميدان.

مع ذلك تقول “ياسمين عرموش” ناشطة صحفية مستقلة لمراسلتنا: إن “بيئة العمل حالياً بالنسبة للإعلاميات هي أفضل بكثير من بداية ظهورهن قبل سنوات، حيث كُسرت الصورة النمطية لعمل المرأة، وخف الهجوم والحدة عليهن ولكن بشكل متفاوت”.

وتنتقد “عرموش” محاولة إقصاء الصحفيات عن الأدوار المهمة في صنع القرار الإعلامي لدى بعض الجهات ما سبب في تعطل عجلة تطور دورها بشكل فعال في المنطقة.

تخالف ناشطة صحفية تحفظت على ذكر اسمها الآراء السابقة، وترى بأن بيئة عمل إلى الآن ما تزال مقيدة، وخاصة بالنسبة للإعلاميات اللواتي لديهن رغبة بحضور فعاليات ومشاركة بصنع القرار، لكن غالباً ما يتم تجاهلهن وعدم توجيه دعوات إليهن إلا بصورة شكلية حسب قولها، مرجعة السبب إلى أنه ليس لهن مكان في صنع القرار.

وأوصت الإعلاميات التي تمت مقابلتهن، بدعمهن وتشجيعهن من قبل المجتمع أولاً، لإكمال عملهن دون تحديات اجتماعية، كذلك طالبن بتفعيل قوانين لحماية الصحفيات من أي مضايقات أمنية أو غيرها قد يتعرضعن إليها أثناء ممارسة العمل.

أياماً قاسية عاشتها الصحفيات والناشطات الإعلاميات في محافظة إدلب وريف حلب، شمال غربي سوريا، إذ تعد مهنة الصحافة (مهنة المتاعب) في الشمال السوري، أكثر صعوبة من أي مكان آخر، لاسيما بالنسبة للنساء العاملات في المجال الإعلامي، حيث يبذلن جهوداً مضاعفة، لإيصال الصورة الحقيقية في منطقة غير آمنة وصنفت عالمياً أخطر الأماكن بسبب استمرار قصف النظام السوري لها بشكل يومي.