Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كيف تؤثر تكاليف الحراثة على المزارعين في الشمال السوري؟

SY24 -خاص

يحرث المزارع “أبو عدي” أراضيه الزراعية مرتين في العام، بداية فصل الخريف والثانية مع توقف الأمطار نهاية فصل الشتاء، وذلك بسبب أهميتها الكبيرة في العناية بالأرض وللحصول على موسم وفير.

يعاني مزارعو الشمال السوري من ارتفاع أجور حراثة أراضيهم، وذلك بسبب غلاء المحروقات وزيت الغيار، وتكاليف تصليح آلية الحراثة بين الحين والآخر.

“أبو عدي” البالغ من العمر 37 عامًا، يسكن في قرية كفرلاته جنوبي إدلب، يملك آلية لحراثة الأرض يطلق عليها سكان المنطقة اسم “الفرامة” وهي آلية تعمل على مادة المازوت، تستخدم للحراثة بشكل أساسي.

في كل عام، ومع بداية فصل الربيع، وجفاف الأرض بنسبة 70% يقوم “أبو عدي” بحراثة أرضه التي تبلغ مساحتها حوالي 50 دونمًا.

تزداد تكاليف الحراثة عامًا بعد عامًا، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وقطع الغيار لتلك الآلية بالإضافة إلى زيت الغيار.

يحدثنا “أبو عدي” عن كلفة حراثة أرضه هذا العام، فيقول: “كل دونم يحتاج إلى لتر من المازوت السوري الذي وصل سعره إلى 22.5 ليرة تركية، تحتاج تلك الآلية إلى لترين من زيت الغيار كل 10 دونمات، ويتراوح سعر اللتر الواحد بين 3 – 4 دولارات أمريكية، حسب نوعه وجودته”.

تعد هذه التكاليف بسيطة مقارنةً مع تكلفة قطع الغيار لتلك الآلية في حال تعرضها لعطل ما، “تصل تكلفة إصلاح عطل معين إلى لا تقل عن 30 دولارًا، وتصل في بعض الأحيان إلى 100 دولار، حسب القطعة المتضررة”، حسب ما أضاف “أبو عدي”.

يقبل بعض المزارعين الذين لا يملكون تلك الآلية على حراثة أرضهم بالأجرة، وذلك عن طريق عمال يتقنون تلك المهنة ويمتلكون تلك الآلية، ويقومون بحراثة الأرض مقابل أجور مادية تحدد من قبل الفلاح والمزارع.

“أبو مصطفى” رجل ستيني، يسكن في قرية الرامي بجبل الزاوية، يملك ما يقارب 10 دونمات من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، يقول: إن “أجرة الفلاحة تتراوح على الدونم الواحد بين 7 – 10 دولارات حسب وعورة الأرض”.

تعد الحراثة من الخطوات الأساسية لزراعة الأرض، وذلك لعدة أسباب أبرزها تهيئة التربة وتهويتها، والتخلص من الأعشاب الضارة، وتجديد الأراضي القديمة.