Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

متحدث بريطاني: قلقون من الوضع في الجنوب.. وعدم توازن القوى أدى لانتصار الروس

المتحدث باسم الحكومة البريطانية إدوين صامويل

أحمد زكريا - SY24

أعرب المتحدث باسم “الحكومة البريطانية “عن قلق بلاده من تطورات الوضع في الجنوب السوري، في ظل العمليات التي تشنها قوات الأسد مدعومة بغطاء جوي روسي منذ منتصف شهر حزيران/يونيو الماضي، لافتًا إلى الظروف الإنسانية المتردية التي يمر بها قاطنو المنطقة الجنوبية.

وقال المتحدث “إدوين صامويل” في لقاء خاص مع موقع سوريا 24: نحن قلقون من الوضع في الجنوب السوري، والسوريون الذين يسكنون فيما يسمى “جبهة الجنوب” هم اليوم بين نارين، فالأردنيون لا يستطيعون أن يتحملوا هذا الضغط عليهم سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا من جهة، وهناك أيضًا القوات الإسرائيلية المتواجدة في مرتفعات الجولان المحتلة من جهة أخرى، والذين نتفهم أنهم يدافعون عن مصالحهم الدفاعية واهتماماتهم.

ووصف “إدوين صامويل” القصف الذي طال مدن وبلدات المنطقة الجنوبية من قبل قوات النظام وداعميها خلال الأيام القلية الماضية، بالشرسة وقال: هناك قصف طال المنطقة الجنوبية من قبل الروس وهو أكثر شراسةً عما شهدناه منذ أيام السيطرة على مدينة “حلب”، وقد قَرأتُ حسب الاحصائيات أن أكثر من 90% من ضربات نظام الأسد على جبهة الجنوب كانت بتغطية من روسيا، وواصل: علينا أن نستوعب أنه وبدون التغطية الروسية والتغطية الإيرانية وبدون هذا التدخل الأجنبي، لا يمكن استمرار الحملة العسكرية من قبل نظام الأسد.

وفي السياق ذاته، لفت الانتباه إلى وجود مقاتلين من ميلشيا “حزب الله” بزي عسكري سوري على تلك الجبهة، مشيرًا إلى أن ذلك الأمر يقلق الإسرائيليين.

وفيما يتعلق بدور المملكة المتحدة للتدخل لإيجاد خطة لدعم النازحين المنتشرين على الحدود السورية مع الأردن والجولان المحتل، أوضح المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن نشاطات الحكومة البريطانية فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية للنازحين في تلك المنطقة، تتم أغلبها عن طريق الأمم المتحدة.

وقدّر “صامويل” أعداد النازحين بحسب إحصاءاتهم بأكثر من 300 ألف سوري نزح باتجاه الحدود، مبينًا أنهم يحتاجون للمساعدات الأساسية، كما يوجد أكثر من 100 سوري قتل في هذه الحملة العسكرية الأخيرة على تلك المنطقة.

وفي هذا الصدد، شدّد “صامويل” على ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية والطرف الأردني بالضغط على الروس والإيرانيين للتوقف عن قتل السوريين واستهداف المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، معربًا في الوقت ذاته عن أسفه لعدم وجود أيّ مؤشرات بأن الروس سيتوقفون عن ذلك.

وفي رد منه على سؤال حول تقيمهم للموقف الأردني وإغلاقه للحدود في وجه الفارين من آلة القتل الأسدية الروسية أجاب “صامويل”: نتعاطف مع الأردنيين كونهم حملوا الثقل والحمل الكبير من ناحية استقبال الكثير من اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات العلاجية لهم، وبالتالي هم بين نارين أيضًا لأنهم لا يريدوا أن يساعدوا نظام الأسد بتصفية الجنوب، وبالمقابل لا يريدون أن يشاهدوا معاناة اللاجئين السوري.

وفيما أشار المتحدث باسم الحكومة البريطانية، إلى وجود مناقشات حيوية بين الأردنيين والأمريكيين والإسرائيليين بخصوص كيفية الضغط على الروس ليتوقفوا عن القصف، إلا أنه قال: يبدو أن الروس انتصروا عسكريا في الجنوب وهذا يعود إلى الفرق الكبير في التوازن العسكري بين الروس ونظام الأسد والمعارضة، وبالتالي لا يوجد أدنى شك بخصوص النتيجة وذلك بسبب التكتيك العسكري الذي انتهجه الروس.

وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي الذي ابتعد عن اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري على الرغم من أنه ضامن له قال “صامويل”: أعتقد أن أمريكا نشطة في هذا الملف ولكنهم ينظروا لتسوية الصراع بشكل كامل وليس في الجنوب السوري فقط، مرجعاً ذلك إلى وجود مصالح أمنية وسياسية إن كان في إدلب أو شمال شرق البلاد أو في شمال غربها، لافتًا إلى ضرورة عقد اجتماع مع كل ما تسمى بالقوى العظمى والقوى النشيطة في سوريا الآن.

وحول فشل مجلس الأمن في استصدار قرار يخفف من معاناة النازحين على الحدود السورية الأردنية والإسرائيلية، وموقفهم من اختصار القضية السورية بالمسألة الإنسانية فقط بعيدًا عن باقي الملفات الأخرى الهامة أجاب “صامويل”: نشجع كل الأطراف لمناقشة الحاجة الماسة الإنسانية، ولكن علينا أن نستوعب أنه لا يوجد أي شيء على طاولة المفاوضات أو المباحثات بخصوص سورية ليس بسياسي.

وتابع: شهدنا الكثير من العمليات الإنسانية الممولة من الحكومة البريطانية وقد تبرعت بما قدره 3.5 مليار دولار أمريكي حتى الآن، ولكن أرسلنا مساعدات طبية وأساسية عبر الحدود الأردنية، وحتى الإسرائيليون أدخلوا مساعدات، ولكن هذا لا يكفي ونحتاج إلى الجهود الفاعلة لهذه المناطق الجنوبية.

وفي ختام اللقاء طرحنا على المتحدث باسم الحكومة البريطانية سؤالًا حول قراءتهم لمستقبل سوريا في ظل تغيرات موازين القوى وتبلور مصالح الأطراف الإقليمية والدّولية فأجاب: نحن واثقون بأن سوريا ستكون دولة جديدة ومتحدة مستقبلًا، ولكن ليس في المستقبل القريب، وبالتالي علينا أن نستوعب أنه ستتواجد نوع من “الدويلات”، وللأسف هذه هي الحقيقة، ولكن بدون ضمانات ومشاركة ودعم وضغط من الدول التي تعتبر اللاعب الرئيس على الأرض فلا يوجد أي أمل بأن نصل إلى سوريا الجديدة مستقبلًا.