Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

وجهاء عشائر سوريون يسارعون لزيارة طهران.. ما أهداف إيران من وراء ذلك؟

أحمد زكريا – SY24

كشفت مصادر تعنى بتوثيق الأخبار والتطورات في المنطقة الشرقية بسوريا، عن أن مجموعة من وجهاء العشائر وشخصيات من مدينة الحسكة تم تجنيدهم لصالح المشروع الإيراني في المنطقة، وذلك عن طريق إعطائهم بعض الميزات بالإضافة للمال.

ورصدت المصادر ذاتها، سفر عدد من وجهاء وشيوخ القبائل الخميس الماضي، إلى طهران من أجل التنسيق وأخذ الأوامر من القيادات الإيرانية بما يخدم مشروعها في المنطقة.

وأكد المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية غير الموالية للأسد “مضر الأسعد”، صحة ما ذكرته المصادر حول التنسيق والتعاون بين بعض زعماء العشائر في المنطقة الشرقية مع المشروع الإيراني.

وقال “الأسعد” في تصريحات خاصة لـ SY24، إن “النظام السوري يعمل ومنذ بداية الثورة السورية على استمالة العشائر والقبائل السورية إلى صفه بعد أن رأى النظام أن أغلب شيوخ ووجهاء القبائل أعلنوا انضمامهم الى ثورة الحرية والكرامة، وتمخض عن ذلك خسارة النظام إلى أكثر من 60%من مساحة الجغرافيا السورية وخاصة في منطقة الجزيرة والفرات والشامية وريف حمص وحماة حيث الموارد البشرية والنفط والغاز والزراعة والمواشي والفوسفات”.

وأضاف “الأسعد” أنه “من أجل ذلك عمد النظام ومن خلال التعليمات الإيرانية والروسية أن يهتم بالعشائر المسيطرة على تلك المنطقة وإغداق الأموال عليهم، وخاصة بعد أن اهتمت المعارضة السورية بذلك من خلال تشكيل المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية الذي سحب البساط كاملا من النظام السوري ومن شرعية النظام الاجتماعية”.

وتابع قائلا، إنه “لذلك أصبحت زيارات الوفود العشائرية مستمرة إلى طهران وموسكو وكل ذلك لخدمة النظام السوري، بينما إيران كان لها رأي آخر وهو تشييع المنطقة وزرع حسينيات فيها مع فتح قواعد عسكرية ومعاهد ومدارس ومنظمات دينية في المنطقة الممتدة من غوطة دمشق إلى حمص وحماة وريف دير الزور والسخنة وتدمر وريف درعا إلى ريف الحسكة وحلب، وأصبح لها عدد من الميليشيات والكتائب المسلحة مثلما فعلت في العراق تماما”.

وحول الهدف من تلك الزيارة الملفتة للانتباه، أوضح “الأسعد”، أن “هدفها إعطاء أهمية لشيوخ العشائر والقبائل الذين تم تنصيبهم وتكليفهم بهذه المهمة من قبل إيران والنظام السوري أو ميليشيا قسد، علما بأن هؤلاء ليس لهم أي تأثير اجتماعي أو سياسي أو إعلامي على أرض الواقع، لكن إيران وبالاتفاق مع نظام الأسد أرادوا توجيه رسالة للعشائر والقبائل السورية وللشعب السوري أن هؤلاء لهم قيمة واهتمام من قبلنا، ولهذا نجد أن أغلب هؤلاء سماسرة وعملاء يعملون لصالح فروع المخابرات والوزارات والمديريات الرسمية والحكومية”.

وأضاف أن الهدف أيضا هو “تشكيل كتائب عسكرية لصالح النظام السوري للوقوق ضد عملية نبع السلام والجيش الوطني السوري وتركيا، ومحاولة استرداد بعض المناطق المحررة والتي خرجت من سيطرة النظام أو قسد، مؤكدا أن هناك تنسيق بين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وبين طهران ودمشق”.

وأكد “الأسعد” أن “إيران نجحت نوعاً ما في ريف دير الزور الغربي بعد أن سيطرت عليه من البوكمال إلى الميادين إلى دير الزور وصولا إلى ريف الرقة، من أجل فتح طريق بين العراق إلى حلب والساحل السوري، ونحن في مجلس القبائل والعشائر السورية الذي تشكل في شمال حلب (إعزاز) حذرنا مراراً وتكراراً من محاولات إيران التي تعمل على تحقيق عدد من الأمور في المنطقة ومنها: تغيير عقيدة المجتمع السوري (السني إلى شيعي)، وإقامة الحسينات والمعاهد والمدارس الدينية الشيعية لنشر المذهب الصفوي بين الأطفال والنساء، وفتح المعاهد والقواعد العسكرية لتدريب الشباب والأطفال والبنات مثلما كانت تفعل “داعش” تماما، وفتح منظمات إنسانية وخيرية لتوزيع المواد الإنسانية والإغاثة والطبية لإغراء الناس وشراء الولاءات، وشراء الأراضي الزراعية في الريف والبادية والعقارات السكنية والمنازل القديمة والمتضررة داخل المدن والقرى.

ولدى سؤال “الأسعد” عن أهم الشخصيات المتعاملة والمتعاونة مع إيران وميليشياتها قال، إن “أغلب شيوخ ووجهاء القبائل الذين يعملون مع النظام أو قسد لهم علاقة مع إيران، من أمثال نواف صالح البشار من عشيرة الشرابيين، ومحمود منصور العاكوب من عشيرة حرب، وفيصل العازل من عشيرة المعامرة، و خطيب الياس الطلب، وهو ممثل عن عشيرة البوعاصي وقائد لمقر الدفاع الوطني في القامشلي التابع للحرس الثوري الإيراني، ونواف عبدالعزيز طراد الملحم من عشيرة عنزة في حمص، إضافة الى بعض ممن يدعون أنهم يمثلون الجبور والبكارة والبوشعبان والمشاهدة وطيء وعدوان وشمر وجيس وعشائر بادية وريف شرق إدلب وحماه وحمص والشامية ودير الزور وريف حلب والرقة”.

وبيّن “الأسعد” أن “مهمتهم أن يكونون اليد (الإيرانية) في سوريا عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، وتجنيد أبناء القبائل والعشائر لصالح المشروع (الإيراني الأسدي) في منطقة الجزيرة والفرات، و ضد التغلغل السعودي والدعم السعودي الأمريكي لعشائر شرق الفرات والرقة، وضد عملية نبع السلام والجيش الوطني السوري وتركيا”.

وفي الأشهر الأخيرة من العام الجاري 2019، كثفت إيران من محاولات تغلغلها في المجتمع السوري وفي مفاصل الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، محاولة بشتى الوسائل اغتنام الفرص واقتناصها وكأنها في سباق مع الزمن، وخاصة فيما يتعلق بالاستحواذ على المصارف والقطاعين العام والخاص، إضافة لمواصلة تغلغلها في بعض المناطق الاستراتيجية والهامة مثل أحياء العاصمة دمشق القديمة، وفق ما تحدث مراقبون والعديد من المصادر المحلية من داخل دمشق ومن خارجها.