Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

“بيت المونة ” مشروع نسائي اقتصادي في الحسكة

جلنار عبد الكريم - SY24

فرضت الأوضاع المادية الصعبة، التي تعاني منها معظم العوائل في محافظة الحسكة وأريافها كافة، التعايش والتأقلم مع جميع الظروف التي فرضتها الحرب والنزوح على الأهالي، فباتوا يحاولون إيجاد أعمال ومشاريع صغيرة، تساعدهم على ظروف الحياة القاسية.

وظهر مؤخراً العديد من المشاريع التنموية الصغيرة، التي من شأنها توفير دخل مادي يعيل الاهالي على مواجهة صعوبات الحياة اليومية.

كانت فكرة مشروع “بيت المونة” أحد هذه المشاريع التنموية، التي تنفذها “جمعية المودة” الخيرية في محافظة الحسكة، ويهدف المشروع إلى توفير فرص عملٍ للنساء المعيلات لأسرهن.

المشروع بالمجمل عبارة عن منتجات تصنعها النساء، فقد أنتجوا أكثر من 12 طن من مادة دبس البندورة، وثمانية أطنان من الملوخية، إضافةً إلى كميات كبيرة من المكدوس والبامياء والجبنة ودبس الفليفلة، والفاصولياء المعبأة والجاهزة للطبخ والمخللات والمربيات وغيرها.

المشرفة على العاملات ومسؤولة تصريف المواد، قالت لموقع SY24، إن “الإقبال على شراء منتجات بيت المونة جيدٌ بشكلٍ عام، والسبب يعود لتنوع المواد المنتجة، ويسعى فريق العمل إلى التجديد دائماً بالأصناف المقدمة، مع الانتباه إلى تطبيق معايير الجودة والنظافة في كل مراحل العمل، وهناك لجنة تقييم ومتابعة مختصة بهذا الأمر”.

وقالت “سهير السالم” إحدى العاملات في المشروع، لـ SY24، إن “بيت المونة هو أول فرصة عمل لها بعد تخرجي من المعهد الزراعي، بعد أن فشلت كل محاولاتي في العثور على عمل بشهادتي، لكن عبثاً أحاول، وعند سماعي بهذا المشروع، قررت الانضمام له، فقد أعجبتني الفكرة كثيراً، فهي جديدة من نوعها، فضلاً عن أنني سوف أتقاضى مقابلاً مادياً لقاء عملي هذا”.

وأضافت “عند تجربتي للعمل، أعجبني روح التعاون التي يتمتع بها كادر العمل ومسؤولية، فنحن في المشروع كأسرة واحدة”، لافتاً إلى أنها “تتمنى أن تتعدد المبادرات التطوعية” كما شددت على “أهمية العمل في حياة المرأة كونه يمنحها استقلاليتها الخاصة، ويؤمن لها حياة كريمة، وبهذا تكون عنصراً منتجاً في محيطها”.

وبين “سعد سلو” رئيس مجلس إدارة “جمعية المودة”، أنّ “الفكرة بدأت مع وجود مجموعة من الأيتام، الذين قامت الجمعية برعايتهم، فأرادت أن تؤمن لهم مورداً مادياً، يساعدهم في أن يكونوا منتجين وغير معتمدين على الغير”.

وأشار “سلو” إلى إنّ “البداية كانت في عام 2015، على حساب الجمعية الخاص على شكل مبادرات صغيرة، ثم في العام 2016 تحولت الفكرة إلى مشروع، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وتم اتخاذ مقر رسمي للمشروع في حي الناصرة وتزايد الإنتاج تباعاً”.

ولفت “سلو” أن “نسبة 90% من العاملات اللواتي يعملن في المشروع هن أرامل، يربين أيتام والجمعية توفر لهن فرصة العمل، ويتم تجديد عقودهن سنوياً حسب نشاطهن وعملهن في المشروع”.

في حين أوضح “مدير المشروع” أنه “يتم تأمين المواد الأولية للعمل من المحافظة نفسها، ويتم التصريف في السوق المحلية لاحقاً، ونسبة 90% من الإنتاج يباع للمستهلكين بشكل مباشر، وهم الآن بصدد تأسيس مركز خاص ببيع منتجات بيت المونة وبأسعار منافسة لأسعار السوق”.

يذكر أن مشروع “بيت المونة” في الحسكة بدأ بعشرين عاملة فقط، والآن وصل العدد إلى ثلاثة وخمسين في فرعيه بالحسكة والدرباسية، بالإضافة إلى وجود ورشات في مناطق (أبو راسين، تل تمر، النشوة، والسكن الشبابي) ويقوم بتوفير عدة عمل وتجهيزات للعاملات المدربات بشكل جيد، وذلك بهدف إنتاج موادهم الخاصة، وصُنّف المشروع كواحدٍ من أصل ثلاثة مشاريع رائدة على مستوى المحافظة، من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.