Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الأسد في طهران.. هل فقد أمله بحليفه الروسي؟!

خاص - SY24

تباينت الآراء حول الزيارة التي وُصفت بالـ “المفاجئة” والتي أجراها رأس النظام السوري “بشار الأسد” إلى إيران، لافتين إلى العلاقة ما بين تلك الزيارة والتطورات المتعلقة بمجزرة التضامن وتراجع الدور الروسي في سوريا، في حين أجمع كثرون على أن هذه الزيارة تدل على “فقدان الأسد للأمل بروسيا” في ظل انشغالها بالحرب الأوكرانية.

 

وذكرت ماكينات إعلام النظام السوري وإيران، أن “الأسد” أجرى زيارة عمل إلى طهران التقى خلالها “علي الخامنئي”، و الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”.

 

وادّعت أن الزيارة تناولت “العلاقات التاريخية التي تجمع سورية وإيران والقائمة على مسارٍ طويلٍ من التعاون الثنائي والتفاهم المشترك حول قضايا ومشاكل المنطقة والتحديات التي تواجهها، إضافةً إلى المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية”.

 

مصادر أخرى ذكرت أن هذه الزيارة هي الأولى لرأس النظام السوري إلى طهران منذ العام 2019، لافتين إلى أنها تمت بشكل بعيد عن البروتوكولات المتعارف عليها.

 

إيران تحاسب “الأسد” على الأموال التي صرفتها لدعمه

وتعقيباً على تلك الزيارة قال المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” لمنصة SY24، إن “زيارة بشار الأسد لطهران تأتي في ظل خسائر روسيا في أوكرانيا وحاجة بشار الأسد إلى دعم الميليشيات الإيرانية أكثر من قبل، كما أن توقيت هذه الزيارة وهي أول زيارة منذ تولي إبراهيم رئيسي الحكم في إيران يتزامن مع كشف جزء من الأموال الهائلة التي صرفها قاسم سليماني في سوريا بمن فيهم من خلال عائلة قاليباف رئيس البرلمان الإيراني، وملف فساد جديد في صرف أموال الشعب الإيراني”.

 

وأشار إلى أن الزيارة تأتي بالتزامن “مع عودة مسألة التكاليف الهائلة التي صرفه النظام الإيراني في سوريا إلى السطح ومطالبة المواطنين الإيرانيين بشفافية المبالغ التي صرفتها إيران في سوريا منذ 2011 ، خاصة في ظل الفساد المالي والإداري في أعلى مستويات الحكومة ومعظمهم من قادة الحرس الثوري القدامى الذين يتولون أعلى المناصب الحكومية اليوم”.

 

ولفت إلى أن “الشعب الإيراني يرفض تدخل النظام الايراني في سوريا وهدر ثروات إيران ولم يرحب بالمجرم بشار الأسد، ويمكن مشاهدة هذا الرفض من خلال التصفح في شبكات التواصل الاجتماعي وإنستغرام على الوجه التحديد”.

 

إيران تستخدم “الأسد” لآخر رمق خدمة لمشروعها

مصادر أخرى اعتبرت أن هذه الزيارة هي رسالة إيرانية ومن النظام السوري لكل الدول والأنظمة الساعية للتطبيع معه وإعادة تعويمه والتي كانت تشترط عليه فك ارتباطه بإيران، لكنّ هذه الزيارة نسفت هذا الشرط.

 

وقال “يحيى العريضي” الناطق باسم هيئة التفاوض السورية لمنصة SY24، إن “هذه الزيارة تأتي لفضح جانب مهم من المشروع المعد لإعادة تأهيل منظومة الاستبداد، لأن إعادة التأهيل كانت مشروطة بالابتعاد عن إيران كما هو معروف وبالتالي فإن هذه الزيارة نسفت هذا الشرط”.

 

وأضاف أن “ما نُسق في الخفاء وتم ترتيبه بين نظام طهران ومنظومة الاستبداد بشكل خفي للإبقاء على العلاقة الخفية وفي الوقت نفسه إعادة تأهيل الأسد وعودته للجامعة العربية والمساعي التي أيدتها ظاهريا طهران لكنها في الخفاء ليست معها، وبالتالي فإن هذه الامور تكشفت تماما كما تكشفت حفرة التضامن بأنهم متشابهون بالإجرام وبكل شيء والعلاقة بينهم عضوية”.

 

واعتبر أن هذه الزيارة هي “رسالة لبعض الدول الساعية لإعادة تأهيل النظام بأنكم واهمون وتتأمرون على الحق السوري”.

 

وتابع “من جانب آخر، إيران تستخدم النظام لآخر رمق في خدمة مشروعها وهي من استدعته في ظل انشغال روسيا بأوكرانيا، وفي ظل شبه المعلومات أن سوريا ليست أولوية الآن بالنسبة لروسيا، وأي مكان أو فراغ سيكون فإن الإيرانيين جاهزون لسده، وهذا الأمر يزيد تعزيز النظام لحمايته بإيران، ويزيد من تمدد إيران أكثر بمشروعها الخبيث ويزيد من مصانع المخدرات والتهريب ومزيد من وضع يدها على المشاريع والتحكم بها”.

وختم بالقول: إن الزيارة “هي رسالة لبعض الدول العربية ورسالة للعالم بأنه كما هذا النظام نظام مارق ومجرم وارتكب كل الانتهاكات، فإن إيران بنفس الصفات”.

 

زيارات استدعاء واستجداء

مصادر متطابقة نقلت عن “خامنئي” قوله لـ “الأسد” خلال اللقاء بينهما إن “إيران مستمرة في دعمها للنظام لاستكمال انتصارها على الإرهاب”، في حين تحدث “إبراهيم رئيسي” عن نيته توسيع العلاقات بين البلدين في المجالين الاقتصادي والتجاري واصفاً الأسد بـ “الشريك الوفي”، حسب تعبيره.

 

من جانبه، قال “يحيى مكتبي” عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، إن “طريقة الزيارات التي يجريها رأس النظام السوري لكل من موسكو وطهران، تتم بطريقتين إما الاستدعاء وإما الاستجداء”.

 

وأضاف في حديثه لمنصة SY24، أنه “عندما تكون طريقة الاستدعاء: يُشحن المجرم بشار الأسد إلى موسكو أو طهران ليمثل بين من أصبحوا يتنازعون مقاليد الأمور في سوريا وفرض القرارات، ليسمع الإملاءات عليه ويعود لتطبيقها”.

 

وتابع “أمّا طريقة الاستجداء: فهي من أجل محاولة إعادة الحياة إلى الاقتصاد السوري المتهالك تماما، فخزائن البنك المركزي خاوية على عروشها بعد السرقات التي قام ويقوم بها نظام الأسد، في حين أن الشعب السوري يعيش حالة من الفقر المدقع ومن ضعف الموارد ومن عدم استطاعة الفرد السوري من تأمين الحد الأدنى من احتياجاته الخاصة سواء له أو لأسرته”.

 

وحول تزامن هذه الزيارة مع مجزرة “حي التضامن” قال “مكتبي” إن “المجزرة  أعادت إلى الأضواء قضية الملف الجنائي الجرمي لنظام الأسد، وأعادت تسليط الضوء على المجازر التي قامت بها تلك العصابة وفتكت بدماء وأشلاء السوريين بأشكال مختلفة وبوسائل تعذيب لا تخطر على بشر وواحد من العناوين الكبرى المعروفة لدى الجميع هي ملف قصير، وهذه التعرية الجديدة عبر فيديو مجزرة التضامن تعود لتؤكد الطبيعة الإجرامية الدموية لنظام الأسد، وأن هذا النظام بالتأكيد الخلاص منه سيجعل سوريا والسوريين والمحيط الإقليمي والأمن الدولي في حالة جيدة، وبغير ذلك ستبقى هنالك اضطرابات وسيدفع السوريون الفاتورة الأكبر”.

 

زيارة ليست عبثية

مراقبون أشاروا إلى “فقدان الأمل لدى الأسد بروسيا”، رابطين في الوقت ذاته زيارته لطهران بهذا الأمر.

 

واعتبر الدبلوماسي السابق المقيم في واشنطن “بسام بربندي” في حديثه لمنصة SY24، أن الزيارة تأتي “نحو التنسيق في حال ضعفت روسيا أكثر وبهدف الدعم الاقتصادي للنظام”.

 

ولفت إلى أنها “تتم قبل اجتماع أستانه واللجنة الدستورية، و بالتالي هي زيارة مهمة وليست عبثية”.

 

وقبل أيام، أصدر رأس النظام المرسوم التشريعي رقم 7 لعام 2022، الذي يقضي “بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30 نيسان 2022، عدا التي أفضت إلى موت إنسان، والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب رقم 19 لعام 2012، وقانون العقوبات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 لعام 1949 وتعديلاته”.

 

واستبعد “بربندي” أي ارتباط بين الزيارة ومجزرة التضامن أو حتى ما يسمى مرسوم العفو وقال “لا أعتقد وجود رابط حقيقي بين قانون العفو ومجزرة التضامن مع الزيارة، فزيارات الأسد كلها سرية وليست مفاجئة، لأسباب أمنية داخلية وهي أنه لا يثق بمن حوله”.

 

الأسد يعطي مساحة أكبر لتمدد إيران في سوريا

أمّا “فضل عبد الغني” رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فربط بين الزيارة وبين تطورات الوضع في أوكرانيا وحرب الروس عليها، لافتاً إلى أن النظام السوري يُنفذ أوامر إيران.

 

وقال “عبد الغني” لمنصة SY24، إن “زيارة الأسد لطهران هي زيارة سياسية من أجل الروس وحربها على أوكرانيا، وبالتالي نرى الأسد يتجه نحو إيران ويعطيها مساحة أكبر للتمدد كونه يوازن بينها وبين الروس”.

 

وذكر أن “إيران مهتمة بسوريا ودفعت مبالغ كبيرة جدا وهي مهتمة بالنظام السوري، كما أنها تعد العمود الأساسي لبقائه وقد دفعت أكتر من 40 مليار دولار وستمده بالميليشيات الإضافية، في حين أن النظام ينفذ ما تطلبه إيران منه”.

وحول رأيه بمجزرة التضامن والعفو الذي أصدره رأس النظام في سياق كل تلك التطورات، قال إن “مجزرة التضامن هو تحقيق يُعمل عليه منذ سنوات، إضافة إلى أن النظام كان يُحضر للعفو منذ فترة، ولكن بعد مجزرة التضامن عمل على إصداره، وقد أخذ العفو ضجة أكبر من حجمه علما أنه لا فرق بينه وبين أي عفو سابق، إذ من الممكن أن يُخرج النظام نحو 1500 معتقل ويبقى نحو 130 ألفاً في سجونه”.

 

وعن الجهود المبذولة من أجل الضغط لمحاكمة النظام السوري على جرائمه، أوضح “عبد الغني” قائلاً إنه “إذا كان هناك محكمة بإمكان المنظمات تقديم ملفات جاهزة لمحاكمة النظام، ولكن لا يوجد محاكم مختصة باستثناء المحاكم الأوروبية والتي يعتبر سقفها محدود، ولكنّ ما باستطاعتنا فعله هو أن نجعل ملف المحاسبة حاضراً وأن نُذكر دائماً بجرائم وانتهاكات النظام والاستمرار بالتوثيق وإصدار التقارير بغض النظر استجاب المجتمع الدولي أم لا”.

 

الجدير ذكره أن إيران وميليشياتها في سوريا، وحسب مصادرنا، تعمل على استغلال انشغال روسيا بغزوها لأوكرانيا ومحاولة التمدد وبسط سيطرتها في مناطق تعتبر من ضمن النفوذ والتواجد الروسي في مناطق متفرقة من سوريا.

 

وأجمعت عدة مصادر ميدانية ومحلية مطلعة على تراجع الدور العسكري لروسيا في سوريا، وذلك بسبب انشغالها في حربها التي تشنها على أوكرانيا منذ أكثر من شهر ونصف تقريباً.