Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما هو المطلوب لإحلال الاستقرار في المناطق التي خرج منها داعش؟

خاص - SY24

أكدت عدة مصادر مهتمة بملف تنظيم “داعش” في عموم المناطق التي كان يسيطر عليها، أن العمليات العسكرية وحدها التي تمت ضد التنظيم ليست كافية لإحلال الاستقرار في تلك المناطق بل هناك العديد من الأمور اللازمة وفي مجالات مختلفة.  

 

في حين طالبت المصادر بضرورة دعم العشائر والقبائل السورية في المناطق التي خرج منها “داعش”، كونها تشكل المكون الأكبر من سكان المنطقة الشرقية وأريافها على وجه الخصوص.  

 

وقال “مضر حماد الأسعد” مؤسس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية لمنصة SY24، إن “المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش هي بحاجة إلى مشاريع اجتماعية واقتصادية وتربوية وتعليمية وإعادة رسم المنطقة من خلال هذه المشاريع، وهذا الأمر سيجعل الشباب يلتفتون إلى ما بعد مرحلة الثانوية أي التعليم الجامعي”.  

 

وأضاف أن المنطقة بعد “داعش” تحتاج إلى “فتح مصانع ومعامل وتنشيط العمل الزراعي وإنشاء النقاط الطبية والمستوصفات والمستشفيات والمناطق الصناعية فيها، معتبراً أن “كل هذه المشاريع هي ما تحتاجه المنطقة لأن داعش قامت بتدمير البنى التحتية بالتعاون مع دول روسيا وإيران وقوات التحالف الدولي إضافة إلى النظام السوري”.  

 

ولفت إلى أنه “وبحجة محاربة داعش تم تدمير البنى التحتية كاملة في جنوبي الحسكة ومحافظة الرقة ومحافظة دير الزور ومنطقة الشامية، إضافة إلى بعض المناطق شرقي حماة وجنوبي إدلب وشرقي حلب”.  

 

وبيّن أن “العمليات العسكرية التي تمت وحدها لا تكفي في محاربة داعش والقضاء عليه وإحلال السلام والاستقرار، فيجب محاربة داعش سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ومن خلال وجود القضاء العادل ووجود الشرطة المدنية والقوة العسكرية التي تدير شؤون المناطق”.  

 

ورأى أن “عودة السكان واللاجئين والنازحين إلى هذه المناطق بضمانات دولية وتطبيق القرارات الخاصة بالملف السوري 2254 و2118 ومقررات جنيف واحد، ستسبب مشكلة كبيرة للتنظيم ما يعني القضاء على كل الفساد وعلى كل العصابات الإرهابية”.  

 

وأشار إلى أن “النقطة المهمة جدا هي تقوية العشائر العربية في منطقة الجزيرة والفرات والبادية وجنوبي دمشق عسكريا واقتصاديا، وبالتالي فإن تقوية شيوخ وأمراء العشائر يعني قدرتهم على مواجهة داعش وكل العصابات الإرهابية التي من الممكن أن تؤثر على الاستقرار في المنطقة بشكل كامل”.  

 

وأكد أن “الأمر مهم جدا كون القبائل والعشائر تشكل أكثر من 75% من المجتمع السوري بينما هي تشكل 95% من مجموع سكان المنطقة الشرقية  الجزيرة والفرات والبادية وشرقي حماة وحمص وحلب وإدلب”.  

 

وبين الفترة والأخرى، يؤكد التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، تقديمه الدعم اللازم  للمشاريع التجارية الناشئة، من أجل تحقيق الاستقرار التجاري والاقتصادي شرقي سوريا، الأمر الذي يساهم في منع عودة “داعش” مجدداً.  

 

كما أنه يؤكد أنه ومن خلال قواته الشريكة على الأرض، يساعد أصحاب الأعمال التجارية السورية في عملية التدقيق المطلوبة، وذلك باستخدام الأدوات الإدارية الخاصة والتي يحتاجونها للتنافس على التقديم لعقود العمل التابعة للتحالف.  

 

مصدر محلي من سكان المنطقة الشرقية أوضح لمنصة SY24، أن “العمليات العسكرية على أهميتها أنهت ما كانت داعش تعتمد عليه من وجود للمدنيين كدروع بشرية من ناحية، وخزان بشري يمد التنظيم بالعناصر بسبب انعدام فرص العمل فيتطوعون في صفوفه من ناحية ثانية، لكنها وحدها لاتكفي للقضاء على التنظيم في ظل بيئة عدم مستقرة تتنازع عليها أطراف متعددة”.  

 

وأفاد المصدر بأنه “لتأمين الاستقرار لتلك المناطق يجب تحقيق الاستقرار السياسي والإداري من خلال مجالس محلية تنتخب في بيئاتها الجغرافية، لأنها الأقدر على تشخيص ومعالجة مسائل الخدمات اللازمة لتلك المناطق”.  

 

كما يجب أيضاً وبحسب المصدر ذاته، الاهتمام بالجانب الأمني “خاصة أن داعش يقوم بتجنيد عملاء له في تلك المجتمعات مستفيدا من سياسات أطراف الصراع الأخرى، فيجد المواطن التعامل مع داعش كوسيلة للانتقام، كما في حالة داعش وقسد”.  

وركّز مصدرنا على أهمية “المشاريع التنموية المستدامة التي تعالج مسائل الفقر والجهل، ولقطع الطريق على مسالة توظيف أبناء تلك المجتمعات لصالح طرف ضد آخر”.  

 

ورأى مصدرنا أنه “يمكن العمل على ذلك من خلال الوصول لعقد اجتماعي يحقق العيش المشترك والسلم المجتمعي بين السوريين وتحقيق الانتقال السياسي، وبالاتفاق بين الدول المتدخلة، وتنازل كل منها عن جزء من أهدافه ومصالحه”.

ومطلع العام الجاري، أعرب “علي تمي” الكاتب والمحلل السياسي والمتحدث باسم تيار المستقبل الكردي عن توقعاته في حديثه لمنصة SY2، بأن “عودة داعش بنسخة وإصدار جديد هي مسألة وقت لا أكثر”، مشيرا إلى أنه “عندما تتوفر الرغبة بالقضاء على هذا التنظيم يجب اللجوء إلى أهالي المنطقة والاعتماد على القوى الوطنية التي تستند قوتها من حاضنتها الشعبية، وحينها يمكن القضاء على هذا التنظيم، لأن سر قوته ليس في السلاح والهجمات بل له قاعدة شعبية وحاضنة ارتبطت به لظرف يطول الحديث عنه”.  

 

وفي تموز/يوليو الماضي، استبعد الباحث السوري في مركز “عمران للدراسات”، نوار شعبان، وبحسب ما نشرت منصة SY24، قدرة تنظيم “داعش” على العودة، رغم تصاعد نشاطه.  

 

وأوضح شعبان، أن التنظيم لديه القدرة على الإزعاج وتشكيل خطر على أي دولة سواء في سوريا أو العراق أو أفريقيا، مرجّحاً أن  تحاول أمريكا التركيز على خطر “داعش” المتنقل عبر الحدود، “وبالتالي قد تطلق دعماً بخصوص ذلك للمخيمات في شمال وشرق سوريا”.  

 

الجدير ذكره، أن الهجمات المباغتة التي يشنها تنظيم “داعش” والتي تستهدف الميليشيات المساندة للنظام وروسيا في حملات التمشيط بحثا عنه في البادية السورية، لا تزال هي العنوان الأبرز لما يجري هناك من تطورات.