Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

المسكنات بديل مؤقت لعلاج الأسنان في دمشق.. ما سبب ذلك؟

خاص - SY24

ارتفاع تكاليف علاج الأسنان في دمشق وريفها، دفع العديد من المرضى إلى الاكتفاء بالمسكنات، وأدوية التهاب الأسنان، دون الذهاب إلى عيادات الأطباء للتداوي عند إصابتهم بالآلام. 

تفاجئ الرجل الأربعيني “أبو مهند” أحد أبناء ريف دمشق، مقيم في منطقة “دويلعة” أن تكلفة علاج أحد أسنانه تزيد عن 120 ألف ليرة سورية، وذلك بعد ذهابه إلى عيادة الطبيب في ذات المنطقة، يقول لنا “بعد ألم شديد استمر عدة أيام، ذهبت للعيادة، وتفاجئت بتكاليف العلاج المرتفعة والتي لا أملك نصف ثمنها، ولاسيما بعد ما أخبرني الطبيب أن العلاج يحتاج عدة جلسات، بتكلفة عالية”. 

اكتفى “أبو مهند” بتناول الأدوية المسكنة التي وصفها الطبيب، دون العودة مرة أخرى للعيادة، إضافة إلى بحثه عن أدوية عشبية تخفف من آلام الأسنان كـ مضغ حبات القرنفل، التي ساعدته بشكل بسيط على تخدير مكان الألم وعلاج الالتهابات السنية، حسب قوله. 

 

حال” أبو مهند” يحاكي حال آلاف العائلات ذات الدخل المحدود، في امتناعهم عن زيارة عيادة الطبيب للعلاج، والبحث عن بدائل أخرى أقل تكلفة بسبب أوضاعهم المادية السيئة. 

حسب قول عدد من الأهالي تحدثوا إلينا، أكدوا أن انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل سعر صرف الدولار والتي تخطى حاجز خمسة آلاف ليرة سورية، ساهمت بشكل مباشر على رفع تكاليف العلاج، بسبب غلاء المواد وارتباط اسعارها بالدولار.

مراسلنا في ريف دمشق، رصد بشكل وسطي أسعار العلاجات المختلفة في عيادة الأسنان، إذ بلغت أجرة خلع الضرس بدون جراحة حوالي 40 ألف ليرة، و130 ألف في حال احتاج عملية جراحية، ومثلها أجرة حفر السن وسحب العصب، أما في حال عدم سحب العصب يكلف علاج السن حوالي 40 ألف ليرة فقط. 

 

وزاد عدم وجود مركز طبي يقدم العلاج للأهالي بشكل مجاني، من معاناة الأهالي القاطنين في عدد من أحياء دمشق الشعبية الفقيرة، في ظل الغلاء والظروف المعيشية السيئة وقلة فرص العمل وتدني مستوى الأجور. 

عَمل “أبو مهند” في بيع القطع والمواد المستعملة، بالكاد يكفيه علاج ضرسين من أضراسه فقط، إذ أن دخله الشهري لا يتجاوز 250 ألف ليرة، هذا دون أن يؤمن لقمة العيش لأولاده الأربعة ومصاريف الحياة اليومية، لذا فضّل تحمل آلام أسنانه والاكتفاء بـ المسكنات كأحد الحلول المؤقتة الأقل تكلفة. 

يذكر أن شريحة كبيرة من المواطنين في مناطق سيطرة النظام، يعيشون ظروف مادية صعبة، أجبرتهم على تبديل أنماط حياتهم، في تفضيل أولوياتهم حسب الضرورة، والتكلفة، والتخلي عن علاج الأسنان واحد منها، متجاهلين الأضرار التي تلحق بصحتهم في حال استمروا بتناول  المسكنات بدل العلاج الجذري للمرض.