Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بعد توقف المساعدات.. المجاعة تهدد مخيمات الرقة العشوائية

خاص - SY24

يعاني قاطنو المخيمات العشوائية المنتشرة في ريف الرقة الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” من ظروف معيشية صعبة، بعد إعلان منظمة الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي عن إيقاف تقديم المساعدات الإنسانية والسلال الغذائية للنازحين الذين يقطنون هذه المخيمات، مع تحذيرات من عواقب انقطاع تلك المساعدات عن المخيمات التي يصل عددها لأكثر من 60 مخيم.

وبحسب مصادر متقاطعة، فإن برنامج الأغذية العالمي قد توقف عن تقديم المساعدات الإنسانية إلى النازحين في تلك المخيمات منذ ما يقارب الأربع أشهر، ما قد يهدد بحدوث مجاعة كبيرة بين سكانها وخاصةً بين الأطفال والنساء الحوامل، في ظل تدني مستوى الخدمات الطبية وعدم قدرة المجتمعات المضيفة على توفير الاحتياجات الضرورية للنازحين بسبب الظروف المعيشية التي تعاني منها المنطقة، في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور الاقتصاد وانعدام فرص العمل الحقيقية.

“الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، أشارت إلى عدم قدرتها على تغطية تكاليف النازحين المتواجدين داخل المخيمات العشوائية في ريف الرقة، والذين يقدر عددهم بأكثر من 75 ألف نسمة معظمهم من الأطفال والنساء القادمين من المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام في حمص وحماة وحلب، بالإضافة إلى عدد من سكان المنطقة الذين تدمرت منازلهم جراء العمليات العسكرية التي شهدتها مسبقاً.

فيما طالبت “الإدارة”، وعبر خطابات أرسلتها إلى الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، بضرورة عدم إيقاف المساعدات عن سكان المنطقة محذرةً من حدوث مجاعة كبيرة بين سكان المخيمات العشوائية الذين يعانون ظروفاً معيشية صعبة، ناهيك عن تحذيرات أخرى أطلقتها بسبب احتمالية انتشار الأمراض المعدية المنقولة عبر الحشرات والقوارض التي تتكاثر في  فصل الصيف بالقرب من مكبات النفايات وبرك المياه وأنابيب الصرف الصحي التي تقع بالقرب من تلك المخيمات.

“أم إسماعيل”، سيدة من سكان أحد المخيمات في ريف الرقة، قالت إن “الوضع المعيشي في المخيم هو الأسوأ منذ وصولهم إليه منذ ما يقارب 5 أعوام، وذلك بعد مرور أكثر من أربع أشهر على توقف المساعدات الغذائية والإنسانية التي كانت المنظمات المحلية تقدمها لهم، في ظل عدم وجود فرص عمل في المنطقة وارتفاع الأسعار الكبير الذي تشهده الأسواق المحلية”، على حد وصفها.

وذكرت في حديثها مع مراسل SY24 في الرقة، إن “الوضع المعيشي داخل المخيم بات سيئ للغاية كون معظم قاطنيه من النساء والأطفال وبعض الرجال الكبار في السن، ولهذا فإن البحث عن عمل مناسب في المنطقة أمر صعب للغاية، ولهذا اتجه الأطفال للبحث في القمامة فيما اتجهت السيدات الكبار في السن إلى البحث عن عمل في شوارع الرقة والقرى المحيطة بها، في محاولة منهم سد رمق عائلاتهم التي تعاني ظروف معيشية صعبة”.

وأضافت أن “سكان المخيم لا يطلبون سوى عدة المساعدات الغذائية إليهم أو السماح لهم بالتنقل بين مناطق شمال شرق سوريا دون الحاجة إلى الحصول على بطاقة وافد، حيث يستطيعون العثور على عمل في تلك المناطق وخاصة في ريف ديرالزور الشرقي”.

والجدير بالذكر أن سكان المخيمات العشوائية في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا يعانون من ظروف معيشية صعبة في ظل توقف المساعدات الغذائية والإنسانية وانتشار الأمراض المعدية فيما بينهم، ناهيك عن عدم توافر فرص عمل حقيقية لهم وسط انتشار كبير للجهل بين الأطفال نتيجة تسربهم من المدارس و اضطرارهم للبحث في مكبات القمامة أو التسول في الشوارع بحثاً عن ما يسدون به رمقهم.