Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تحذيرات من تداول عملات أجنبية مزورة في شمال شرق سوريا  

SY24 -خاص

أعلنت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” في مدينة الرقة القبض على عصابة محلية تعمل على ترويج عملات أجنبية مزورة خلال مداهمة قامت بها في أحد أحياء المدينة، واستطاعت توقيف عدة أشخاص ومصادرة مبالغ مالية مزورة كانت معدة للترويج داخل السوق المحلية، حيث قامت بنقلهم إلى الحجز بانتظار عرضهم على القضاء لبدء إجراءات محاكمتهم.

العملية الأمنية الأخيرة جاءت بالتزامن مع تحذيرات أطلقتها “الأسايش” ولجنة الاقتصاد التابعة لـ “الإدارة الذاتية” من تداول العملات الأجنبية المزورة وخصوصاً في التعاملات التجارية الكبيرة، وذلك بعد ضخ كميات كبيرة من هذه العملات في السوق المحلية وتعرض العديد من التجار لخسائر مادية كبيرة جراء عمليات الاحتيال التي طالتهم.

مراسل منصة SY24 في مدينة الرقة أكد تورط الميليشيات الإيرانية وميليشيا الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام في عمليات ضخ العملات الأجنبية والمحلية المزورة في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، وذلك بسبب سيطرة هذه الميليشيات على المعابر النهرية والبرية الرابطة بين المنطقتين وقيامها بتقديم رشاوى كبيرة لعناصر الحواجز العسكرية التابعة ل”قسد” من أجل تسهيل عملية إدخال تلك الأموال.

المراسل نقل عن أحد موظفي لجنة الاقتصاد في مدينة الرقة، والذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن عملية إدخال الأموال تتم عبر تجار محليين مرتبطين بالميليشيات الإيرانية وضباط في الفرقة الرابعة، عبر خلط كميات من العملات المزور بصورة عالية الجودة داخل الأموال النظامية بهدف تضليل التجار، ناهيك عن إدخال كميات من الدولار المجمد إلى السوق المحلية ما تسبب بأضرار اقتصادية كبيرة على المنطقة.

فيما أكد الموظف أن مؤسسات “الإدارة الذاتية” بحد ذاتها تعرضت لعدة عمليات نصب واحتيال جراء حصولها على مبالغ مالية مزورة كقيمة شراء محروقات أو سماد او ضرائب تم دفعها من بعض المواطنين، ما تسبب بإحالة بعض الموظفين للتحقيق بتهمة “الاستهتار بالمال العام والتعامل بالعملات المزورة والتواطؤ مع جهات خارجية بهدف ضرب الاقتصاد المحلي”.

يقول أمجد، وهو اسم مستعار لأحد الصرافين في مدينة الرقة، أن “معظم الأموال المزورة التي تدخل إلى المدينة قادمة من مناطق سيطرة النظام وبالذات بالنسبة للعملة السورية والدولار المجمد، والتي يتم إدخالها عبر المعابر البرية والنهرية ولذلك نقوم بالتأكد من تلك الأموال أكثر من مرة قبل صرفها إلى الأهالي خوفاً من تعرضنا للمساءلة القانونية”، على حد قوله.

وفي حديثه مع منصة SY24 قال: إن “الجميع يعلم أن قادة الميليشيات الإيرانية وضباط النظام يمتلكون طابعات حديثة ومتطورة يستطيعون بها تزوير أي عملة وبشكل جيد سواء كانت محلية أو أجنبية، ولكنهم لا يستطيعون تصريفها في مناطق النظام بسبب الحظر المفروض على القطع الأجنبية ولذلك يلجؤون إلى مناطق قسد لتصريفها وتحقيق مكاسب مالية كبيرة عبر ذلك”.

وأضاف أن” العملات المزورة ليست هي المشكلة الوحيدة التي تواجهنا ولكن هناك الدولار المجمد القادم من ليبيا والذي تم ضخه في المنطقة بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وارتفع هذا العام بعد عودة التعاملات الاقتصادية بين النظام والعديد من الدول العربية الأمر الذي سهل إدخال تلك الأموال عديمة القيمة إلى المنطقة وتضرر مصالح المواطنين والتجار المحليين من جراء ذلك”.

ويعاني سكان مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرق سوريا من الآثار السلبية الناجمة عن قيام الميليشيات الإيرانية وميليشيا الفرقة الرابعة بإغراق مناطقهم بالعملات الأجنبية المزورة والبضائع الفاسدة ومنتهية الصلاحية والمخدرات، وسط مطالبات أهلية بإغلاق هذه المعابر بشكل نهائي والاعتماد على معبر سيمالكا البري مع كردستان العراق لإدخال البضائع والسلع التجارية أو فتح المعابر مع مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال المحرر.