Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الرقة تتعاطف مع أوكرانيا.. جرح واحد بآلة قتل روسية

خاص - SY24

دفعت الكثير من الأسباب بالرقاويين للتعاطف مع الشعب الأوكراني الذي يواجه حرباً تشنه روسيا عليه منذ نحو أسبوع، مستذكرين في الوقت ذاته الجرائم التي ارتكبتها روسيا في سوريا دعماً لرأس النظام “بشار الأسد”.

ويُراقب سكان الرقة التطورات العسكرية والانتهاكات التي تمارسها روسيا بحق أوكرانيا، في الوقت الذي يعود بهم شريط الذكريات إلى العام 2017، وأحداث الهجمات التي شنتها روسيا على مدينتهم ودمرت ما يقارب  80% من البنية التحتية فيها.

وبالتزامن مع المشاهد والصور وأخبار النزوح الأوكراني بسبب الحرب الروسية، التي يتم نشرها وتداولها على منصات التواصل الاجتماعي، يقارن أهل الرقة بين حركة النزوح التي مروا بها وما يجري اليوم في أوكرانيا، وكيف تشابهت إلى حد كبير صرخات الأطفال ولحظات الرعب إثر دوي الانفجارات في الأحياء وتنفيذ الطائرات لغارات عليها.

“عبد السلام العكيد” أحد سكان الرقة يقول لمنصة SY24: “لقد شاهدت مقطع فيديو لغارة جوية على كييف، عاصمة أوكرانيا، وكيف تعالت معها أصوات صرخات لأطفال ونساء يبكون من الخوف والرعب، وهذا بالضبط ما حدث مع عائلتي إبان الحرب على مدينتنا الرقة”.

وأشار “العكيد” إلى أن العشرات من سكان مدينة الرقة أظهروا تعاطفهم الشديد مع الأوكرانيين من خلال نشرهم صور لأعلام أوكرانيا واستهجانهم لما يقوم به “الدب الروسي” من عمليات قتل للمدنيين وقصف البنية التحتية بعد توثيق وزارة الصحة الأوكرانية مقتل 198 مدنياً خلال الأيام الفائتة.

وأوضح “العكيد”  أن تعاطف الناس في الرقة مع أوكرانيا ربما كان سببه حقدهم على الروس الذين أذاقوهم الرعب بين عامي 2011-2017، حيث دمر الطيران الروسي بشكل عشوائي العشرات من المنازل والبنى التحتية في المدينة، الأمر الذي أدى إلى قتل المئات من المدنيين.

ولا تزال آثار الجراح التي تسبب بها القصف الروسي على مدينة الرقة  واضحة، ولا يزال هذا الأمر يدق ناقوس ذاكرة الرقاويين عن الحرب وويلاتها، الأمر الذي دفعهم للتعاطف مع جميع المدنيين الذين يذوقون لوعتها، غاضين الطرف عن العرق والدين والشكل، ومعتبرين أن الإنسانية هي  العنوان الأبرز لتعاطف أهالي الرقة مع الشعب الأوكراني.

واستذكر “العكيد” أيضا حالة استقبال اللاجئين السوريين من قبل أوروبا، الذي أكد وصول 26 من أقاربه إلى هناك في العام 2015 فقط، مؤكدا أنه لا يتمنى أن يعاني الشعب الأوكراني ذات التهجير واللجوء، على الرغم من قربه الشديد من الدول الأوروبية المستقبلة له، والحدود المفتوحة له على عكس الصعوبات التي واجهت وتواجه المهاجرين السوريين.

و قارن” العكيد”  بين الرئيس الأوكراني” فولوديمير زيلينسكي” ورأس النظام “بشار الأسد”، مشيرا إلى أن “الأول يقاتل المحتل الروسي مسانداً لشعبه حتى الرمق الأخير، رافضاً إلقاء السلاح والاستسلام، على عكس رأس النظام الأسد، الذي استعان بالمحتل ليقتل شعبه بسلاح روسي من طيران ودبابات ومدفعية”.

وفي السياق ذاته، أكدت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، أن “روسيا  تكرر في أوكرانيا ما فعلته في سوريا من عمليات قصف عنيفة لمناطق سكنية”.

وأشارت إلى أن “روسيا ساهمت مع النظام السوري في تهجير قرابة 13 مليون مواطن سوري بينهم 6 ملايين لاجئ، والآن تساهم في تهجير الآلاف من الشعب الأوكراني”.

وتابعت أن “روسيا  قصفت العشرات من المراكز الطبية في سوريا، وارتكبت انتهاكات تشكل جرائم حرب، يبدو أنها تكرر ذات النهج ضد الشعب الأوكراني”.

ومنذ نحو أسبوع تقريبا، أعلنت روسيا بدء الحرب على أوكرانيا، بقصف مناطق متفرقة منها بالصواريخ، الأمر الذي لاقى ردود فعل دولية وغربية، في حين أكد السوريون أن “آلة القتل الروسية تحولت من سوريا إلى أوكرانيا”، في إشارة لاستمرار الانتهاكات وجرائم الحرب التي تمارسها روسيا على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن.