Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

شرقي سوريا.. مقاتلون يتنقلون بين الميليشيات هرباً من الملاحقة وطمعاً بالمال

خاص - SY24

أعلنت قيادة ميليشيا “لواء القدس” الفلسطيني الموالية لروسيا عن فصل 30 عنصرا من المنتسبين المحليين لصفوفها من أبناء قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي، بعد توجيه عدة تهم إليهم منها “سرقة أسلحة وذخائر وبيعها في السوق المحلية، وفرض إتاوات مالية على الشاحنات والعربات التي تعبر حواجزها العسكرية بشكل فردي دون الرجوع إلى قيادتها، والتهرب من الذهاب إلى نقاط حراستها المتقدمة التي تم تعيينهم فيها في البادية السورية”.

 

عناصر ميليشيا “لواء القدس” الفلسطيني توجهوا فور تسلمهم قرار فصلهم إلى قيادة ميليشيا الدفاع الوطني في الريف الغربي لدير الزور وأعلنوا الانضمام إليها، والدخول في دورة مغلقة لمدة 15 يوم تمهيداً لفرزهم على الحواجز العسكرية التي تديرها الميليشيا في المنطقة، أو إلحاقهم بالنقاط العسكرية التي تنتشر فيها بمحيط المدينة.

 

عملية انتقال المنتسبين المحليين بين مختلف الميليشيات المسلحة المنتشرة في المنطقة تتم بصورة مستمرة، وخاصةً للعناصر التي كانت تقاتل في صفوف الميليشيات الإيرانية والتي فضلت تركها والانتقال نحو الميليشيات الروسية وميليشيا الدفاع الوطني، وذلك بعد تعرض المواقع والمقرات العسكرية التابعة لها لهجمات متكررة من قبل قوات التحالف الدولي، والتي تسببت بمقتل عدد كبير منهم.

 

“محمد”، وهو اسم مستعار لمقاتل سابق في صفوف ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، تحدث عن “تنقله خلال السنوات الماضية بين 4 ميليشيات مسلحة متواجدة في مدينة ديرالزور، قبل أن ينتهي به الحال إلى عنصر في قوات النظام ينهي خدمته الإجبارية داخل منزله، بعد قيامه بتخصيص راتب شهري للضابط المسؤول عنه مقابل عدم استدعاءه إلى قطعته العسكرية”، على حد تعبيره.

 

وقال في لقاء خاص مع منصة SY24: “انتسبت إلى ميليشيا الحرس الثوري الإيراني عندما كان عمري 16 سنة، في عام 2015 إبان فترة الحصار الذي كان يفرضه تنظيم داعش على أحياء الجورة والقصور بمدينة ديرالزور، عن طريق أحد أقربائي بعد إخباري أنها تقدم رواتب مالية وسلات غذائية لمنسوبيها، قبل أن انتقل إلى ميليشيا فاطميون الأفغانية ومن بعدها إلى ميليشيا حزب الله اللبنانية ومنها إلى الدفاع الوطني، لأسافر بعدها إلى دمشق عقب انتهاء الحصار ودخولي في اتفاق مع أحد الضباط لأداء الخدمة الإجبارية من المنزل”.

 

وأوضح أن “جميع المنتسبين المحليين داخل الميليشيات المنتشرة في ديرالزور وخاصة الإيرانية لا يملكون أي عقيدة تدفعهم للالتزام معها أو القتال من أجلها، بل جل همهم هو الحصول على رواتبهم الشهرية والميزات الإضافية التي توفرها هذه الميليشيات من سلطة ونفوذ ومخدرات وغيرها من الميزات، التي تبقيهم بعيداً عن أسوار السجون المدنية والعسكرية التابعة للنظام”.

 

وأضاف “محمد” في حديثه، أن “المعاملة السيئة داخل الميليشيات الإيرانية تدفع منتسبيها المحليين إلى تركها بعد فترة لا تتعدى السنة الواحدة، على الرغم من النفوذ الكبير الذي تحظى به هذه المليشيات داخل المدينة، ومن أهم ممارسات القيادات الإيرانية ضد العناصر المحليين هي الكره الكبير والحقد ضد العرب، والذي يظهر باللطميات والأناشيد الشيعية التي يرددونها داخل المقرات، ناهيك عن الدفع بالعناصر العربية نحو المناطق الخطرة والنقاط المتقدمة دون تقديم أي تعويضات لأهالي القتلى والجرحى”.

 

وتابع قائلاً: إن “هناك أسباب أخرى تتعلق بانتقال العناصر المحليين منها الخلافات مع قادة الميليشيات وأيضاً تفضيل البقاء داخل المقرات في المدينة وعدم الذهاب إلى نقاط الرباط في البادية، وأسباب أخرى تتعلق بالأقرباء والعائلات والنفوذ وتجارة المخدرات، والتي باتت تؤثر بشكل كبير على عملية انتقال المنتسبين المحليين خاصة في الفترة الأخيرة”.

 

يشار إلى أن المنتسبين المحليين هم عصب الميليشيات الإيرانية والروسية المنتشرة في الأجزاء التي يسيطر عليها النظام في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، إذ يصل عدد هؤلاء العناصر إلى أكثر من 10 آلاف عنصر موزعين على أكثر من 20 ميليشيا مسلحة.

فيما يصل عدد عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” المحلية إلى قرابة 2000 عنصر وتعد الميليشيا الوحيدة التي تتكون فقط من أبناء المنطقة، والتي تم تشكيلها من المطلوبين الجنائيين وأصحاب السوابق الذين تم إخراجهم من السجون المدنية لمقاتلة فصائل المعارضة السورية التي كانت تسيطر على 95% من محافظة ديرالزور، قبل دخول تنظيم داعش إلى المنطقة، وتسليمه كل هذه المناطق إلى النظام وميليشيات إيران.