جدّد أبناء مدينة الرقة مطالبتهم أصحاب العمل بتحسين ظروف “عمال اليومية”، ورفع قيمة يوميتهم، حتى تتناسب مع حجم الجهد الذي يبذلونه، وبما يضمن لهم حياة كريمة.
وذكر بعض أبناء مدينة الرقة، أن أحد عمال اليومية في المدينة، والذي يبلغ من العمر 14 عاماً فقط، يعمل في أحد أفران الكعك ليعيل أهله، حيث يتقاضى يومية قدرها 15 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل دولاراً واحداً، بدوام 10 ساعات، بالإضافة إلى وجبة الغداء على نفقته.
وأثارت هذه الحالة حالة من الغضب والاستنكار لدى أبناء المدينة، الذين اعتبروا أن هذه القيمة المنخفضة للغاية لا تتناسب مع الجهد الكبير الذي يبذله هؤلاء العمال، ولا تلبي أبسط متطلباتهم المعيشية.
وتساءل كثيرون بالقول “هل يُعقل يا أرباب العمل محاسبة هكذا عامل بهكذا يومية؟ ماذا تصنع الـ 15 ألف ليرة باليوم؟”.
وأعرب الناشطون عن استيائهم من تجاهل المنظمات والجمعيات العاملة في الرقة لقضايا الأطفال، مؤكدين أن هذه المنظمات تركز جهودها على مساعدة الأطفال في المخيمات، بينما تترك الأطفال في المدينة دون أي رعاية، حسب كلامهم.
وأكد أبناء المنطقة أن عمال اليومية بشكل عام يتعرضون لاستغلال أصحاب العمل، حيث يتم دفع أجورهم بقيم متدنية للغاية، ولا تتناسب مع متطلبات الحياة الأساسية، وفق رأيهم.
وروى أبناء المدينة أمثلة عن عدد من حالات الاستغلال التي يتعرض لها عمال اليومية وخاصة من هم دون السن القانوني، إذ ذكر البعض أن أحد العمل يتقاضى يومية 12 ألف ليرة سورية ووجبة الغداء على حسابه، بحسب كلامهم.
وأجمع أبناء المنطقة الشرقية على أن واقع عمال اليومية شرق سوريا واقع صعب ومأساوي، حيث يتعرضون لاستغلال أصحاب العمل، وعدم تأمين الحد الأدنى من الحقوق والحماية الاجتماعية لهم، حسب وجهة نظرهم.
وأضافوا أنه نتيجة لهذه التحديات، يعيش عمال اليومية شرق سوريا حياة صعبة للغاية، ويواجهون صعوبات كبيرة في توفير متطلبات الحياة الأساسية لأسرهم.
الجدير ذكره، أن ارتفاع أسعار السلع في الرقة، وخاصة المواد الغذائية، أدى إلى معاناة سكان المدينة بشكل عام، وعمّال المياومة وأسرهم بشكل خاص، الذين عجز بعضهم عن تأمين حاجياته الأساسية، في ظل ضعف القدرة الشرائية لليرة السورية.
يشار إلى أن سعر صرف الدولار في مدينة الرقة يتراوح بين 15000 ليرة سورية للمبيع، و14700 ليرة سورية للشراء.
